قوات الأسد تفجر مبانٍ سكنية في داريا وتمهد لفتح طريق عسكري
عنب بلدي ــ العدد 116 ـ الأحد 11/5/2014
تتبع قوات الأسد منذ أشهر سياسة تفخيخ المباني وتفجيرها، في منطقتين رئيسيتين من مدينة داريا (الشرقية والشمالية)، إضافة لبعض المناطق التي تحاول ترك مناطق عازلة بينها وبين الجيش الحر.
- كشف مساحات على الجبهات المشتعلة
وقام مقاتلو الأسد بتفخيخ 3 أبنية على الجبهة الشمالية وتفجيرها لتصل إلى 8 أبنية في أقل من شهر، لزيادة المنطقة الفاصلة بين الطرفين، بحسب مراسل عنب بلدي في المدينة، ويوضح المراسل أن التفجير الذي حصل يوم الخميس استهدف ثلاثة أبنية طابقية باستخدام المواد المتفجرة، وعبوات من مادة C4 الشديدة الانفجار. كما عملت قوات الأسد على تفجير بعض الأبنية المحيطة بسوق عجم المحاذي لشارع الثورة. ويقول أبو قصي أحد مقاتلي الجيش الحر، إن “النظام يتبع سياسة تفجير المباني في المدينة ليمنع مقاتلي الجيش الحر من التسلل إلى أماكن تمركز قوات الأسد، ولتعطيل أي محاولة لحفر الأنفاق التي قد يستخدمها المقاتلون للتسلل إلى نقاط تمركزها”.
ويضيف أحد مقاتلي الجيش الحر أن تفجير المباني السكنية وسط المدينة “يفسح طرقًا جديدة للآليات الثقيلة التي يستخدمها النظام، وذلك سيسمح لها بسهولة الحركة ضمن الأحياء السكنية وكشف نقاط تمركز الجيش الحر”.
- طريق عسكري ومخطط تنظيمي
وأفاد أهالي المنطقة الشرقية من المدينة أن قوات الأسد قامت قوات بتفجير عدد كبير من المنازل السكينة، بالإضافة إلى مسجد “البشير” ومسجد “عثمان بن عفان” خلال الأسبوع الماضي حيث لم تعد مئذنتا المسجدين مرئيتين للسكان رغم قرب المسافة، بالإضافة إلى مسجد خالد بن الوليد الواقع عند مدخل المدينة الشرقي في وقت سابق، في محاولة لفتح “طريق عسكري مواز للمتحلق الجنوبي يصل من مطار المزة العسكري المطل على المدينة من الجهة الشمالية إلى أوتوستراد درعا جنوب المدينة”. ووفق ناشطين في المنطقة الشرقية، التي تحوي نازحين من داريا، فقد عانوا مرارًا من محاولات إبعادهم عن المنطقة عن طريق الاعتقال أو الإعدامات الميدانية.
وذكر لواء شهداء الإسلام أنه حصل على معلومات من مصادر داخل النظام، تفيد بأن الطريق المرسوم في مخطط تنظيمي قديم، يعتمد على “تفجير جميع الأبنية في مدخل المدينة الشرقي في المنطقة الواقعة بين مطار المزة العسكري وأوتوستراد دمشق-درعا الدولي، بما فيها منطقة الخليج المحاذية للمطار”، والتي وثق ناشطون تفجير مساحات واسعة منها بالكامل العام الماضي.
ويلاحظ المقاتلون على الجبهات القريبة من المنطقة الشرقية عمليات تفجير وتجريف للأبنية، ويقول بعض المقاتلين أنهم يشاهدون آليات النظام تقوم بتجريف المنازل وتمهيد الطريق العسكري لتسهيل مرور الآليات الثقيلة.
سياسة تفجير المباني في محيط الجبهات أصبحت مؤخرًا تشكل مصدر تخوف لدى مقاتلي الجيش الحر داخل المدينة، إذ تتوارد الإشاعات، عن نية قوات الأسد لشن حملة عسكرية كبيرة على المدينة، ومحاولة اقتحامها من خلال الحشود العسكرية على أطرافها.
وتأتي سياسة تفخيخ الأبنية وتفجيرها بعد عجز قوات الأسد عن اقتحام المدينة منذ بداية الحملة العسكرية في تشرين الثاني 2012، وبعد أن تمكن مقاتلو الجيش الحر مؤخرًا من كشف نفق لقوات النظام يصل بين نقاط تمركز قوات الأسد والجيش الحر على الجبهة الشمالية التي تعد جبهة تماس، وقد استطاع حينها مقاتلو الحر من تفجير عدد من دبابات الأسد أثناء محاولتها اقتحام المدينة.
- معالم المدينة تمحى
وقد سبق تفجير مسجدي “البشير” و”عثمان بن عفان” تدمير عدة معالم في المدينة خلال الحملة العسكرية المستمرة منذ عام ونصف، وأبرز هذه المعالم مساجد النبي حزقيل، عمر بن الخطاب، المنبر، أبو بكر الصديق، وأبو سليمان الداراني، المدمرة كليًا جراء القصف المدفعي أو غارات الطيران الحربي. في حين دمرّت بعض المساجد جزئيًا مثل نور الدين الشهيد، الأنصار، الرحمن، ومصعب بن عمير. كما أظهرت صورُ الأقمار الصناعية مساحات واسعة مسواة بالأرض في منطقة الخليج الزراعي، ويتهم ناشطون نظام الأسد ببيع هذه المنطقة لشركات استثمار والبدء بمخططٍ تنظيمي فيها، لكننا لم نستطع تأكيد ذلك لأن المنطقة محاصرة كليًا بقوات الأسد، ولا يستطيع أحد الوصول النظام الوصول إليها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :