بعد عامين من الحصار… حمص خالية من مقاتليها بيد الأسد
عنب بلدي ــ العدد 116 ـ الأحد 11/5/2014
استكمل مقاتلو المعارضة السورية انسحابهم من أحياء حمص القديمة باتجاه ريفها الشمالي يوم الجمعة 9 أيار، في حين أفرجت فصائل المعارضة عن قرابة 70 شخصًا بينهم مقاتلون في صفوف قوات الأسد وامرأة إيرانية، كما سمحت للمساعدات بالدخول إلى بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين في ريف حلب.
ونقلت الوكالة الرسمية للأنباء (سانا) عن محافظ حمص طلال البرازي إعلانه «المدينة القديمة آمنة وخالية من السلاح والمسلحين بفضل الجيش السوري»، وقد وصل المقاتلون إلى بلدات الدارة الكبيرة وتلبيسة والغنطو وغيرها من البلدات الواقعة شمال حمص، حيث استقبلهم أهالي المنطقة ومقاتلوها.
وقال برازي إنه بعد خروج مقاتلي المعارضة وعددهم لا يقل عن 1630 مقاتلًا، دخلت فرق الهندسة وإزالة المتفجرات الأحياء القديمة وبدأت «أعمال تمشيط وتفكيك القنابل، وقد قتل جنديان من القوات النظامية خلال محاولة تفكيك عبوات ناسفة قرب كنيسة أم الزنار».
وأضاف برازي أنه تم توجيه دعوة إلى «جميع الفعاليات التجارية ومواطني حمص القديمة لمراجعة قسم شرطة حي الحميدية من أجل تسهيل عملية دخولهم المدينة القديمة»، لافتًا إلى أن «عمّال المؤسسات الخدمية في المدينة القديمة نفذوا يوم عمل طوعي للإسراع بإعادة هذه المؤسسات إلى وضعها الطبيعي».
وقد بثت قناة الإخبارية السورية التابعة لنظام الأسد، تسجيلات مصورة لمدرعات عسكرية وجنود نظاميين داخل هذه الأحياء، في حين دخل عشرات من أهالي حمص النازحين عنها منذ سنتين إليها، وقد أظهرت التسجيلات على الأهالي حالة من الدهشة محاولين تصوير الدمار الحاصل في مناطقهم والاتصال بذويهم وطمأنتهم بالوصول إلى حمص.
بدوره اعتبر قائد كتيبة شهداء البياضة عبد الباسط الساروت، صاحب الشعبية الكبيرة بين مقاتلي المعارضة، الانسحاب «نصرًا للنظام سانده به كثير من الناس الذين يعدّون مع الثورة»، مؤكدًا أن «المحاصرين الذين لا يتجاوزون ألفي مقاتل حاربوا العالم بأكمله، دون أن يتقدم النظام بيتًا واحدًا حين حاول اقتحام الأحياء بتعزيزات كبيرة».
وتابع الساروت في مقابلة لتلفزيون «أورينت» أنها فرصة للمقاتلين لتغذية أنفسهم، وتبديل أسلحتهم بأسلحة نوعية ثقيلة، وجمع شمل المقاتلين المخلصين ليكونوا «يدًا واحدة في سبيل تحرير حمص» والعودة إليها.
وبعد بقاء 270 مقاتلًا محتجزين داخل الأحياء المحاصرة لمدة 24 ساعة (ليل الخميس-الجمعة) بانتظار دخول المساعدات إلى بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين من قبل المعارضة في ريف حلب، تمكن لواء التوحيد بعد «جهود مضنية بـإقناع أهالي الريف الحلبي بإدخال المساعدات من أجل شباب حمص المحاصرين، وكذلك نخوة أهالي عندان وما حولها» وفق ما نقلته صفحة الثورة السورية عن الناشط خالد أبو صلاح.
وقد وصلت قافلة مساعدات إغاثية تضم 12 شاحنة يوم الجمعة إلى بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب المحاصرتين منذ أكثر من عام ونصف، ونقلت «سانا» عن رئيس بلدية نبل علي بلوي قوله إن «ست شاحنات دخلت بلدة نبل والست الأخرى بلدة الزهراء»، موضحًا أن «المساعدات تتضمن موادًا غذائية وأدوية».
وضمن شروط الاتفاق فقد أفرجت المعارضة عن نحو 70 شخصًا بينهم مقاتلون في قوات الأسد، وأوضح متحدث باسم الجبهة الإسلامية لوكالة «فرنس برس» أن المفرج عنهم هم «30 عسكريًا وضابطًا في حلب، إضافة الى امرأة إيرانية»، كما شمل الاتفاق «40 مدنيًا أسيرًا من الطائفة العلوية في ريف اللاذقية كانوا أسرى لدى داعش، تركتهم بعد خروجها من المنطقة»، في حين تواردت الأنباء عن الإفراج عن ضابط روسي ومقاتلين إيرانيين محتجزين في ريف اللاذقية.
والأسرى الأربعون هم من النساء والأطفال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقد أكد التلفزيون الرسمي وصولهم إلى اللاذقية يوم الخميس 8 أيار، بعد أن خطفوا خلال آب العام الماضي أثناء هجوم لمقاتلي المعارضة على قرى علوية في ريف محافظة اللاذقية، التي تعد معقلًا أساسيًا لمناصري نظام الأسد.
وبذلك يخرج مقاتلو المعارضة من المنطقة الأطول حصارًا، إذ استمر حصارهم لمدة سنتين منعت عنهم قوات الأسد مقومات الحياة الأساسية، ولم يبقَ لهم في حمص المدينة سوى حي الوعر الذي يكتظ فيه النازحون من الأحياء المشتعلة. في حين يمسك نظام الأسد زمام الأمور في حمص مؤمنًا الطريق من دمشق إلى الساحل، خصوصًا بعد تقدمه في ريف حمص الغربي خلال الأشهر الماضية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :