«كارلتون القلعة» مسوىً بالأرض جراء تفجير ضخم
عنب بلدي ــ العدد 116 ـ الأحد 11/5/2014
دمّر انفجار ضخم مبنى فندق الكارلتون الأثري وعدة مباني محيطة به في مدينة حلب يوم الخميس 8 أيار، وفي حين أعلنت كتائب من المعارضة مسؤوليتها عن العملية، طالبت وزارة الخارجية في الحكومة السورية، الأمم المتحدة بإدراج «الجبهة الإسلامية» ضمن لائحة الإرهاب.
- الجبهة الإسلامية تتبنى العملية
وتبنت «الجبهة الإسلامية»، أبرز التشكيلات المقاتلة ضد نظام الأسد، التفجير عبر بيان نشره حسابها الرسمي في موقع تويتر، وجاء فيه «نسف مجاهدونا صباح اليوم (الخميس) ثكنة فندق الكارلتون في حلب القديمة وعدة مبانٍ محيطة به».
وبثت الجبهة تسجيلات مصورة تظهر الانفجار العنيف الذي هز المنطقة، وتصاعدت الشظايا وسحابة ضخمة من الدخان والغبار فوق مكان وقوعه، وقد أكّد ناشطون أن التفجير نتج عن زراعة كمية كبيرة من المتفجرات في أنفاق حفرت تحت المبنى، كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «إرهابيين» فجروا أنفاقًا حفروها تحت مواقع أثرية في المدينة القديمة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، إن «50 عنصرًا من القوات النظامية على الأقل، قتلوا بعد نسف مقاتلين معارضين لفندق أثري في حلب القديمة»، لكن مراسل عنب بلدي في حلب شكّك في أن يكون الانفجار أسفر عن هذا العدد من القتلى، مرجحًا أن قوات الأسد أخلت المكان قبل حدوث الانفجار.
وقد استنكر تجمع «هدف الثوري» التفجير معتبرًا أنه «لا يحدث نكاية في العدو»، توازي حجم الدمار لبيوت المدنيين المحيطة في الفندق.
ويعتبر الفندق مقرًا كبيرًا تتمركز فيه قوات الأسد في منطقة استراتيجة مطلة على قلعة حلب، وقد حاولت قوات المعارضة تدميره منذ شهرين لكنها دمرت جزءًا منه وبقي الفندق تحت سيطرة قوات الأسد.
ويقع فندق كارلتون القلعة داخل مبنى يعود تاريخه إلى 150 سنة، مقابل مدخل قلعة المدينة، التي تعود للقرن الثالث عشر، والتي توجد مع بقية أجزاء المدينة القديمة تحت رعاية اليونسكو باعتبارها موقعًا من مواقع التراث العالمي.
وتتبع قوات المعارضة سياسة حفر الأنفاق تحت مقرات قوات الأسد في حلب القديمة، ابتداءً من مناطق تحت سيطرتها، كما هو الحال في تفجير مبنى القصر العدلي منتصف آذار الماضي.
- خارجية النظام تطالب بإدراج الجبهة على قائمة الإرهاب
بدورها دعت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي يوم الخميس، إلى إصدار إدانة «شديدة وواضحة» للتفجير الذي طال فندق الكارلتون، وطالبت بتحرك «سريع نحو إدراج الجبهة الإسلامية التي تبنت التفجير على قائمة الإرهاب».
واعتبرت الخارجية أن تبني «الجبهة الإسلامية لتفجير فندق الكارلتون الأثري في حلب، دليلٌ إضافي يدعم الطلب الذي كانت قد تقدمت به سوريا إلى مجلس الأمن لإدراجها على قائمة الإرهاب»، داعيةً إلى «اتخاذ إجراءات فورية بحق الدول الراعية لهذه المجموعات الإرهابية وإلزامها بالتوقف عن تقديم الدعم المالي واللوجستي لها».
يذكر أن البنية الأثرية في حلب، تعرضت للهدم جزئيًا أو كليًا في ظل الاشتباكات المستمرة بين مقاتلي المعارضة وقوت الأسد، كما حدث في المسجد الأموي الكبير حيث دمرّت مئذنته العام الماضي، كما تعرض سوق «المحمص» الأثري إلى حريق جزئي نهاية العام 2012.
وبينما تستمر محاولات قوات المعارضة لإحكام السيطرة على الأحياء الغربية التي تخضع لسيطرة قوات الأسد، يتواصل قصف الأحياء المحررة بالبراميل المتفجرة منذ مطلع عام 2014.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :