كيلومترات بين قوات الأسد وقلب دير الزور
تقدمت قوات الأسد والميليشيات المساندة بتسارع ملحوظ خلال الساعات الماضية، وغدت على بعد أقل من عشرة كيلومترات لفتح طريق إلى نقاط سيطرتها داخل مدينة دير الزور.
ووفق خارطة السيطرة الحالية، اجتازت قوات الأسد “حقل الخراطة” النفطي، متقدمة من عمق البادية، تزامنًا مع تقدمها من مدينة السخنة، وصولًا إلى تخوم منطقة “كباجب”، مقتربةً من “حقل الشولا”، النقطة الأقرب إلى المدينة.
الإعلام الرسمي للنظام السوري، قال الاثنين 4 أيلول، إن “الجيش السوري يتابع عملياته في ريف دير الزور الغربي، ويسيطر على عدد من النقاط والتلال الحاكمة”.
بينما لم يُعلق تنظيم “الدولة الإسلامية” على مجريات المعارك في المنطقة، حتى ساعة إعداد التقرير.
وكانت قوات الأسد والميليشيات المساندة، دخلت مطلع الشهر الحالي الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، من جهة مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، التي سيطرت عليها آب الماضي.
وغدت حينها على بعد نحو 50 كيلومترًا، عن المناطق الخاضعة لسيطرتها في مركز المدينة، إلا أنها اليوم على بعد أقل من عشرة كيلومترات، عن القوات المنتشرة في “اللواء 137” غرب المدينة.
تقدم سريع
ما هو مؤكد، سيطرة قوات الأسد على “حقل الخراطة وبئر القصيبة وطار وقصر الطريفاوي، ومساحات واسعة غرب وشمال غرب الشولا”، بينما ذكرت بعض الصفحات أنها اجتازت “الشولا”.
وتقتصر مساحة المنطقة التي ينتشر فيها تنظيم “الدولة ” غربي دير الزور حاليًا، بحوالي 60 كيلومترًا مربعًا.
ويسيطر التنظيم على معظم دير الزور، بينما تنتشر قوات الأسد في بعض الأحياء داخل المدينة والمطار العسكري.
بينما تدعم القوات الروسية عمليات قوات الأسد على الأرض، من خلال تغطية جوية مكثفة على نقاط الاشتباك الأولى.
ماذا يجري على الأرض؟
فعليًا ما هي إلا ساعات وينتهي حصار المدينة، المحاصرة منذ مطلع عام 2015، وبينما تستمر قوات الأسد في التقدم وصولًا إلى عمق المدينة، تتوالى التحليلات عن سبب الانهيار المفاجئ للتنظيم في المنطقة.
ورغم أن وكالة “أعماق” الناطقة باسم التنظيم، تنشر أخبارًا مقتضبة حول تدمير آليات وقتل عناصر لقوات الأسد، إلا أنها لم تعلّق على الأحداث الحالية.
وربط بعض الناشطين التقدم المتسارع بصفقة القلمون، التي جرت بين التنظيم من طرف، و”حزب الله” اللبناني والنظام من طرف آخر، وضمنت انتقال عناصر التنظيم إلى دير الزور، الأمر الذي لم يتم لأن الحافلات التي تنقل المقاتلين مراقبة من “التحالف الدولي”، الذي يمنعها من الوصول حتى اليوم.
إلا أن الأمر لا يتعدى مجرد تحليلات دون أي وقائع أو إثباتات على الأرض.
ووفق محللين، فإن التفوق يبدو ظاهرًا لقوات الأسد على حساب التنظيم، معتبرين أن التقدم من محاور مختلفة في آن واحد سهّل المهمة نحو المدينة.
وتوقعت مصادر عسكرية في حديثها لعنب بلدي، أن تتوسع المعارك بعد المدينة، لتصل إلى الريف الشرقي والغربي جنوب الفرات، على أن تشهد مدينة الميادين المعارك “الأشرس”، باعتبارها المنطقة الأخيرة للتنظيم في المحافظة.
وكانت فصائل المعارضة سيطرت على القسم الأكبر من أحياء المدينة، مطلع العام 2014، وبقيت تحت سيطرتها حتى تموز 2014، الشهر الذي شهد دخول تنظيم “الدولة” إليها وتوسعه داخل المحافظة.
وتضم المدينة حاليًا أقل من 20 ألف نسمة في معظم أحيائها، وفق تقديرات ناشطين، وتعرضت خلال السنوات الماضية لحصار ومجازر قتل إثرها مئات المدنيين، بينما قدّر “البنك الدولي” في تقريره الأخير نسبة الدمار فيها بأكثر من 41%.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :