بات حلم التأهل إلى كأس العالم قريبًا من بعض المنتخبات العربية، بينما فقد بعضها الآخر بصيص الأمل الأخير في الجولة التاسعة، التي أجلت الحسم إلى الجولة الأخيرة من التصفيات، والتي سيشهدها الأسبوع المقبل، فإما يمنح منتخبان عربيان آسيويان أنفسهما إحدى بطاقات التأهل أو يقدمونها هدية لآخرين.
البداية من السعودية التي خسرت فرصة الانفراد في المركز الثاني بعدما وقعت بفخ المنتخب الإماراتي، الذي تمكن من اقتناص نقاط الديربي الخليجي بهدفين مقابل هدف وحيد، إذ أبقت الخسارة الأخضر السعودي في ثاني المجموعة مناصفة مع الكنغر الأسترالي، الذي خسر بدوره أيضًا أمام الكمبيوتر الياباني، وحصد الأخير من خلالها التأهل المباشر إلى روسيا.
بعد خسارة السعودية والتأهل الياباني المباشر، مازالت حظوظ السعودية قائمة، ولكنها مرهونة بهدايا من المنتخبات الأخرى، يجب على السعودية انتظارها، بعد فوزها على اليابان في المباراة الأخيرة المنتظرة، والتي تعتبر مهمة صعبة للأخضر أمام متصدر المجموعة.
بينما في حال خسارة السعودية أمام اليابان وفوز أستراليا على تايلند، والإمارات على العراق، الثلاثاء 5 أيلول الجاري، ستتعقد حسابات السعودية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى كأس العالم، ويمكن أن يبعدها ذلك إلى المركز الرابع ويقضي على آمالها بأحد المركزين الثاني أو الثالث لصالح المنتخب الإماراتي، الذي سيتأهل في هذه الحال إلى الملحق.
أما في المجموعة الأولى تمكن المنتخب السوري من خلط الأوراق مجددًا، وإعادة المنافسة على المقعدين الثاني والثالث في المجموعة إلى البداية، بعدما فاز على المنتخب القطري بثلاثية مقابل هدف.
ليس الفوز الثمين بثلاثية وحده كان من نصيب السوريين، ولكن تعثُّر الأوزبك بخسارة أمام التنين الصيني بهدف، وتعادُل الكوريين على أرضهم مع إيران من دون أهداف، كانت بمثابة هدايا قدمتها المنتخبات الأخرى، ليكون رصيد سوريا في هذه الجولة ثماني نقاط، ثلاث صنعها وثلاث من الصين ونقطتان سرقتهما إيران من كوريا.
وتنتظر المنتخب السوري الآن أهم مباراة كرة قدم يخوضها في تاريخه، والتي ستكون الثلاثاء المقبل أمام المنتخب الإيراني، ولا يوجد أمام الخريبين ورفاقه سوى تكرار الكرّة مرة أخرى وكسب نقاط المباراة الثلاث في طهران، إذا ما كانوا يريدون احتلال المركز الثاني والتأهل بشكل مباشر إلى كأس العالم.
وإن كانت تبدو فرصة التأهل المباشر ضئيلة ولكنها ممكنة فقط في حال تعثر المنتخب الكوري في أوزباكستان بخسارة أو تعادل، وفوز سوريا.
بينما تبدو فرصة احتلال المركز الثالث والتأهل إلى الملحق الآسيوي أقرب، ففي حال الفوز أو التعادل أو الخسارة أمام إيران وفوز كوريا على أوزباكستان سيتأهل نسور قاسيون للملحق.
وقدم المنتخب السوري أمام نظيره القطري يوم الخميس الفائت مباراة هي الأفضل منذ بداية التصفيات، وقد أثارت إعجاب الكثير من المحللين الرياضيين بعد عودة ثلاثي الهجوم السوري عمر خريبين والسومة والخطيب، والذي يعتبر من أفضل خطوط الهجوم في آسيا في الوقت الحالي، ويحاول المدرب أيمن حكيم كسب فرصته وإثبات نفسه مع التشكيلة المثالية التي يتميز بها المنتخب.
وتأمل جماهير كرة القدم العربية في قارة آسيا بوجود أحد المنتخبات العربية ضمن كبار القارة في كأس العالم، والعين تتجه نحو ثلاثة، السعودية والإمارات وسوريا، إما بالتأهل المباشر، أو في الملحق حيث يلتقي فيه ثالث المجموعة الأولى مع ثالث المجموعة الثانية، ما يعني أنه من الممكن بشكل كبير أن يلتقي منتخبان عربيان فيه، ومن المرجح أن يكون سوريا في مواجهة الإمارات أو السعودية.
ولم يسبق للمنتخب السوري أن تأهل إلى نهائيات كأس العالم، وأقرب ما كان إلى التأهل في تصفيات كأس العالم في المكسيك 1985 عندما وصل إلى الملحق الآسيوي، ليخسر في مباراة الإياب أمام العراق بعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل السلبي.
بينما تأهل المنتخب السعودي إلى النهائيات أربع مرات، كان أولها في أمريكا عام 1994، وتمكن حينها من الوصول إلى الدور الثاني عندما خسر أمام السويد ليودع البطولة.
ووصل المنتخب الإماراتي مرة وحيدة في 1990 إلى كأس العالم في إيطاليا، وخرج من الدور الأول بعدما خسر جميع مبارياته.