“الموك” تضغط على فصائل البادية.. هل توقف قتال الأسد؟
تترقب فصائل “الجيش الحر” العاملة في البادية السورية مصيرًا مجهولًا، بعد الضغوط التي فرضت عليها في الأيام القليلة الماضية من قبل غرفة تنسيق الدعم “الموك”، لإجبارها على إيقاف عملياتها العسكرية ضد قوات الأسد، وحصرها في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية“.
وجاءت هذه الضغوط بعد تصد كبير من قبل فصائل البادية، المتمثلة بـ”جيش أسود الشرقية” و”قوات الشهيد أحمد العبدو” لجميع العمليات العسكرية التي بدأها الأسد والميليشيات المساندة له في المنطقة، وإيقاع خسائر كبيرة في العنصر البشري والعتاد العسكري التابع له.
وكان التحالف الدولي أعلن قطع الدعم العسكري مطلع آب الجاي عن “شهداء القريتين”، بحجة القيام بنشاطات ضد قوات الأسد في منطقة البادية دون التنسيق معه.
وقال المتحدث باسم التحالف، الجنرال رايان ديلون حينها، إن الفصيل قام بتنفيذ دوريات خارج منطقة “تخفيف التوتر” المتفق عليها، وشارك في أعمال لا تركز على محاربة تنظيم “الدولة” دون تنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.
الفصائل ترفض الاستسلام
وقال فصيلا “أسود الشرقية” و “أحمد العبدو”، العاملان في المنطقة، في بيان لهما، الأربعاء 30 آب، “مارسوا علينا أشد أنواع الضغط لكي نستسلم ونتوقف عن قتال النظام وتسليم المنطقة في البادية الشامية”.
الفصيلان لم يعلنا عن الجهة التي مارست الضغوط، لكن مصادر عنب بلدي أكدت أن الضغوط جاءت من غرفة تنسيق الدعم (الموك) التي تقودها واشنطن، وأوقفت دعم فصائل المعارضة السورية، في تموز الماضي.
ويأتي ذلك بعد انسحاب فصيل “أحرار العشائر” من المنطقة بشكل مفاجئ إلى داخل الأراضي الأردنية.
وكان الانسحاب بموجب أوامر وتوجيهات عسكرية من الحكومة الأردنية، بحسب ما أكدته مصادر من “الجيش الحر“ لعنب بلدي (طلبت عدم الكشف عنها)، ما تسبب بسيطرة قوات الأسد على عدة مناطق.
الفصيلان ردا على الضغوط بأنهما لن يستسلما، وتوعدا بأعمال عسكرية ”من أقصى شمال سوريا إلى أدنى الجنوب”.
وطلبا من فصائل الغوطة الشرقية والجنوب السوري (درعا والقنيطرة) إضافة إلى فصائل الشمال المساعدة وفتح الجبهات مع قوات الأسد.
ويخوض الفصيلان معارك ضد قوات الأسد والميليشيات الرديفة في إطار معركة “الأرض لنا”، منذ 31 أيار الماضي.
وتشمل البادية مناطق واسعة تمتد من شرق السويداء وريف دمشق الجنوبي وريف حمص وحماة، وصولًا إلى المنطقة الشرقية (دير الزور).
مبادلة عقب الضغوط
ولم تمض ساعات على إعلان الفصيلين أنهما يتعرضان لضغوط دولية، حتى أعلن النظام السوري أنه استلم الطيار الأسير علي الحلو و30 عنصرًا معه، بموجب صفقة مبادلة مع فصائل “الحر” العاملة في البادية.
وفي بيان للقائد العام للفصيل، طلال السلامة، حصلت عليه عنب بلدي، قال إنه تم إدخال الطيار الأسير علي الحلو إلى الأردن أمس الخميس بناءً على طلب الأردن، وهي المكلفة من قبل الفصيل بالتفاوض مع الجانب الروسي كـ “دولة ضامنة”.
وأوضح أن القبول بتسليم الطيار والعناصر جاء بعد مطالب تضمنت إخراج 100 معتقلة من سجون الأسد، والإفراج عن أسرى الحرب من الطرفين، إلى جانب فتح طريق إلى القلمون الشرقي ذهابًا وإيابًا، لمرة واحدة، لإخراج مقاتلين وعتاد عسكري إلى البادية.
ولم يذكر النظام السوري رسميًا تفاصيل عملية المبادلة، واقتصر على نشر صور وتسجيلات عملية الإفراج عن العناصر، عن طريق وسائل الإعلام التابعة له.
وعقب المبادلة وُجهت لـ “أسود الشرقية” اتهامات حول تلقيه مبالغ مالية مقابل التسليم، بينما تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن “عملية تسليم الطيار والعناصر جاءت بطلب أردني دون معرفة الأسباب”.
وتتضمن المبادلة أيضًا، بحسب قائد الفصيل، “انسحاب الميليشيات المساندة للأسد إلى عمق 40 كيلومترًا، من ريف السويداء إلى التنف، وتوقف قصف الطيران للشريط الحدودي ومخيمات اللاجئين”، إضافةً إلى “إخراج عوائل من مدينة العشاره وعتيبة تم اعتقالهم في دمشق بعد أسر الطيار”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :