تحضيرات أستانة 6 .. داعمو النظام السوري متفائلون

  • 2017/09/03
  • 1:27 ص

العميد أحمد بري ممثل وفد المعارضة السورية في أستانة - 5 تموز 2017 (AFP)

عنب بلدي – وكالات

تستعد الدول الضامنة في الملف السوري (تركيا وروسيا وإيران) لعقد جولة سادسة من محادثات ”أستانة“، بين فصائل المعارضة السورية والنظام منتصف الشهر الجاري، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الكازاخية، الجمعة 1 أيلول.

الوزارة أوضحت في بيان لها أن الأطراف الضامنة تلتزم إقرار خرائط موحدة ترسم حدود مناطق وقف التصعيد، التي اتُفق عليها في المحادثات السابقة، والتي تشمل إدلب والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، في ظل عدم تطبيق شروط الاتفاق الذي ينص على وقف استخدام كافة الأسلحة، بما فيها الجوية بين الأطراف المتصارعة، إضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية والعاجلة إلى المناطق المذكورة.

وأكدت الوزارة أن “الأطراف سيقرون صيغة عمل مركز التنسيق، المعني بمتابعة الوضع في هذه المناطق، ويشكلون فريق عمل يكلّف بمتابعة الإفراج عن الموقوفين وتحرير الرهائن، وتبادل تسليم جثث القتلى والبحث عن المفقودين”.

مناطق “تخفيف التوتر” مقدمة للتقسيم

المحادثات سبقها تخوف من قبل “الهيئة العليا للمفاوضات” من أن تكون مناطق “تخفيف التوتر” بداية لتقسيم سوريا، لا سيما بعد مضي أكثر من عام ونصف على انطلاق أول جولة منها، دون إحداث تطور على الأرض، واستمرار القصف ومنع المساعدات الإنسانية، إضافة إلى عدم بحث الانتقال السياسي.

وقال المتحدث باسم الهيئة، منذر ماخوس، في حديث إلى قناة “العربية”، السبت 2 أيلول، إن “اجتماع أستانة يشكل سلاحًا ذا حدين، إذ من الممكن أن تتحول مناطق خفض التوتر إلى بداية لتقسيم سوريا“، فبعد مضي سنة وثمانية أشهر على بدء المحادثات لم تتطرق الأطراف إلى مناقشة مرحلة الانتقال السياسي.

ماخوس دعا إلى عدم الاعتماد على التصريحات الإعلامية، وإنما على المواقف العملية للدول، وخاصة فيما يتعلق بعملية الانتقال السياسي.

من جهته اعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، رياض سيف، أن سيناريو مناطق “تخفيف التوتر” بدأ منذ سنة تقريبًا، قائلًا “منذ سنة تقريبًا بدأ تداول سيناريو يسمي الثورة بفوضى سياسية، وأن الوضع وصل إلى طريق مسدود، وأصبح غاية في التعقيد، مما يجعل أي حل سياسي شامل غير ممكن في الوقت الحاضر وعلى مدى العقدين أو الثلاثة عقود القادمة”.

وأضاف سيف، خلال كلمة وجهها للسوريين بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أن “الحل المطروح وفق ذلك السيناريو توقف القتال لحقن دماء السوريين، وتكليف الفصيل القوي في المنطقة بحفظ الأمن، وعلى المجتمع الدولي زيادة دعم المجالس المحلية من أجل الإغاثة ولتمكينها من إدارة المنطقة، وهو ما نرى تطبيقه اليوم في مناطق خفض التصعيد، ومناطق الهدن ومصالحات الإذعان”.

حل سياسي بعد هزيمة تنظيم “الدولة”

المحادثات سبقتها تصريحات سياسية من مسؤولين روس وإيرانين، إضافة إلى المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، حول قرب التوصل إلى حل سياسي في سوريا وإنهاء سنوات الحرب.

مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نبينزيا، قال في حديث مع الصحفيين الروس في نيويورك، السبت 2 أيلول، إن هناك بوادر تسوية سياسية تلوح في الأفق، ”نتيجة النجاح الذي تحقق في مجال مكافحة الإرهاب، وتقلص الأراضي الخاضعة للجماعات الإرهابية، وإقامة المناطق الآمنة، وضمان توريد المساعدات الإنسانية“.

تصريحات المندوب الروسي تزامنت مع  حديث وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لموقع الحكومة الإيراني، وجاء فيه “بتنا أقرب إلى الحل السياسي في ظل هزائم داعش وبقية المجموعات التكفيرية”.

من جهته ربط دي ميستورا بين هزيمة تنظيم “الدولة” والحل السياسي، متوقعًا، خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، سقوط ما تبقى من معاقل التنظيم في سوريا نهاية تشرين الأول المقبل، بيد روسيا وقوات الأسد.

وقال المبعوث الأممي إن “ما نشهده في رأيي هو بداية النهاية لهذه الحرب، وما نحتاجه هو ضمان أن يكون ذلك أيضاً بداية للسلام، يبدأ التحدي في تلك اللحظة”، داعيًا المجتمع الدولي للضغط على النظام لقبول تفاوض حقيقي يمكن من خلاله إجراء انتخابات يُعتد بها بحق خلال سنة.

ويرى محللون أن تفاؤل داعمي النظام وحديثهم عن تسوية سياسية يأتي في ظل تراجع الدول الداعمة للمعارضة عن شرطها الأساسي برحيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، واستبدال خطابهم بأن الأولوية لمكافحة الإرهاب، وتسوية سياسية تنهي الحرب.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا