فنادق شعبية في إدلب.. والنزلاء عابرو سبيل
عنب بلدي – طارق أبو زياد
اتخذ مصطلح “الفنادق” في المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام السوري معنىً مغايرًا، تمثل بأبنية بدائية خففت ضغط المدنيين النازحين من مناطق المعارك والمواجهات العسكرية، وساعدتهم في السكن بشكل مؤقت حال وصولهم.
وأنشئت في محافظة إدلب عشرات الفنادق، وضمت المدينة فندقي السفير والروضة، إلى جانب خمسة فنادق توزعت في المدن الحدودية مع تركيا، وخاصةً في سرمدا وكفرتخاريم، والدانا.
“1500 ليرة للسرير ومن لا يملك النقود فليتفضل بالمجان”
قصي الإبراهيم مالك فندق “السفير”، افتتحه بسبب توافد مئات المدنيين الهاربين من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إلى المدينة.
وقال إن الأسباب التي دفعته لفتح الفندق تجارية وإنسانية في آن واحد، معتبرًا أن “الكثير من النزلاء الذين يأتون في وقت متأخر من الليل لا يملكون مأوى، وأحيانًا البعض منهم يأتون دون نقود”.
وأضاف لعنب بلدي أن الفندق يقدم الخدمات الأساسية، كسرير للنوم وحمامات، إضافةً إلى شبكة إنترنت مجانية، فهو لـ”قضاء حاجة الناس المضطرة، والتي تقصد المبيت في إدلب لفترة قصيرة أو من يبحث عن بيت للاستئجار في المدينة، أو من يقصدونه لأعمال معينة، كالعمل الجراحي في نقاط المدينة الطبية”.
وأشار مالك الفندق إلى أن تكلفة الليلة الواحدة في الفندق تعادل 1500 ليرة سورية للشخص الواحد، وتوجد غرف مشتركة ومنفردة.
وأوضح أن “الفندق يستقبل الكثير ممن لا يملكون النقود ويقدم لهم المبيت لإعانتهم على مصائبهم”، داعيًا “من يريد أن يبيت في الفندق فهو مفتوح للجميع بالمجان دون أي مقابل (…) عانيت من صعوبات النزوح وأعرف تمامًا ما يوجد في ثناياه”.
أهالي المنطقة الشرقية كدير الزور وريفها والرقة، هم الأكثر ارتيادًا للفندق، لكن في الفترة الأخيرة تراجع عدد الزبائن بشكل ملحوظ، بسبب التهديدات التي تتعرض لها مدينة إدلب والتي تُنبئ باحتمال استهدافها من قبل التحالف الدولي، بحسب الإبراهيم.
استراحة وانتظار للمسافرين
عادل الحمود من مدينة دير الزور يقيم في فندق السفير منذ حوالي شهر تقريبًا، وينتظر خروجه إلى تركيا، أوضح أنه وصل إليه عن طريق الإعلانات المنتشرة في الطرقات، واعتبر أنه بمثابة “كنز أنقذه من المبيت في العراء”.
وقال لعنب بلدي إن “أغلب النزلاء يستخدمون الفندق كمحطة استراحة لإكمال الطريق الذي يكون غالبًا إلى تركيا، وعلى الرغم من بساطته إلا أنه يقدم خدمة كبيرة جدًا في نظر من لا يملك مكانًا يذهب إليه”.
بينما وجد خالد الديري، أحد النازحين القاطنين أيضًا في فنادق المدينة، نفسه “أسيرًا” عند الوصول إلى إدلب، فلا وجود لبيت يقطن فيه بشكل فوري، ولا معارف لديه، ليلجأ إلى فنادق المدينة كحل أولي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :