عنب بلدي – الغوطة الشرقية
أعاد المجلس المحلي لمدينة دوما، تأهيل المسلخ المركزي في المدينة، بعد سنواتٍ من توقفه عن العمل، سعيًا لمراقبة الباعة والتأكد من وجود اللحوم المذبوحة، في ظل انتشار عمليات الغش في الغوطة الشرقية.
وبدأ المسلخ باستقبال الباعة والأهالي منذ صباح السبت 26 آب، بعد أن جُهّز ليحتضن عمليات الذبح بإشراف طبيب بيطري مختص، ومراقبين، للتأكد من جودة اللحوم وحرصًا على الصحة العامة، وفق المجلس المحلي، الذي أكد بدء جولات رقابية على بائعي اللحوم للتأكد من جودتها.
أنشئ مسلخ دوما قبل أكثر من 15 عامًا، وتوسع العمل فيه قبل ثماني سنوات، ليستوعب منطقة دوما وما حولها، وخدّم في وقت سابق كامل المنطقة، إذ خرجت منه ذبائح إلى دمشق والضمير ومعظم مناطق الغوطة. |
المجلس يوضح آلية العمل في المسلخ
فعّل المجلس المحلي المسلخ المركزي في دوما، لضبط مخالفات الجزارين، وحالات الغش، بعد اعتماد الأهالي على أماكن متعددة للذبح، إثر توقف عمل المسلخ منذ بداية الثورة، وفق رئيسه خليل عيبور.
وقال عيبور لعنب بلدي، إن المجلس راسل جميع المؤسسات والأفراد، أصحاب محال بيع اللحم، وأبلغهم بضرورة الذبح في المسلخ، تحت طائلة المخالفة والعقوبة، مضيفًا “توافد الكثير منهم وبدأ العمل فيه بشكل جيد”.
ووجّه المجلس إنذارات لبعض المخالفين، عن طريق مكتب الرقابة والتموين التابع لإدارة التجارة والاقتصاد فيه، وأوضح عيبور أن الطاقة الاستيعابية للمسلخ “كبيرة” ويمكن أن تغطي كافة ذبائح الغوطة.
يعمل في المسلخ حاليًا عشرة أشخاص، ولفت رئيس المجلس إلى أن إلزام الباعة بالذبح فيه يأتي من خلال القوة التنفيذية التي يملكها، بعد توقيعه مذكره تفاهم مع قيادة الشرطة في الغوطة، وتشكيل مخفر ضمن المجلس.
وحول طبيعة العقوبات أشار عيبور إلى أنها تتلخص بمخالفة مالية قدرها خمسة آلاف ليرة سورية عند الإنذار الأول، وفي حال تكرارها يدفع المخالف 25 ألف ليرة مع إغلاق محله، وفق رئيس المجلس.
يترواح سعر كيلو لحم الخروف في الغوطة بين 2500 و2700 ليرة سورية، أما سعر لحم العجل فيختلف سعره بين 1750 و 1900 ليرة.
ووفق أبو حسن فإن أجرة ذبح العِجل تصل إلى عشرة آلاف ليرة سورية، بينما تبلغ أجرة ذبح الخروف 1500 ليرة. |
لا يتقاضى المجلس رسومًا على الذبائح حاليًا، وبدأ العمل بتفعيل سيارة لنقل الذبائح مجانًا، إلا أن عيبور أكد أن الفترة المقبلة ستشهد اتفاقًا مع الجزارين على رسوم تغطي تكاليف المشروع، الذي لا يدعمه سوى المجلس، “في ظل التطورات السياسية الحاصلة، وتوقف الدعم عن معظم المجالس المحلية في الغوطة”.
الخطوة تتزامن مع عيد الأضحى
تزامنت عملية إعادة تأهيل المسلخ مع عيد الأضحى، الأمر الذي وضع المجلس أمام تحدٍ لضبط عمليات الذبح، وقال الجزار محمد مرجان (أبو حسن) من دوما، إن تأهيل المسلخ ضروري لمراقبة اللحم السليم، “ولكن لا أظن أن المؤسسات تقبل ذبح أضاحيها فيه لأنها بحاجة إلى توثيقها، كما أن كلًا منها لديها مزرعة أو مكان خاص للذبح”.
كثرت المخالفات في الفترة الأخيرة، وفق محمد، الذي لفت إلى أن “بعض الجزارين يذبحون بقرة مريضة أو نافقة (ميتة) ويوزعونها للبيع”، مؤكدًا “من الضروري فحصها لدى طبيب بيطري”.
وتحدث أبو حسن عن ضرورة تشكيل لجنة لمراقبة ذبائح المؤسسات الإغاثية خلال العيد، “فكثير منهم ليس لديهم مختصون بالشراء أو تقييم الذبيحة، فالعِجل يجب أن يتجاوز عمره السنتين كي يُذبح، ولا يجوز ذبح الخروف قبل ستة أشهر”.