أحمد الشامي
يدلي الكثيرون بدلوهم في شأن كيف كان ممكنًا تلافي كارثة سقوط «حمص» وقبلها «القصير» و «يبرود». ما نستطيع قوله هو أن اﻷسد ينتصر عسكريًا بفضل تخطيط ومساعدة أصدقائه وبسبب تخاذلنا وخمول «أصدقائنا». هذا ليس تثبيطًا للهمم لكنه استقراء للواقع، فالحرب ليست مهنة من لا عمل له، وجنرالات «إيران» لا يجدون في مواجهتهم سوى حرفيين ومقاتلين غير مدربين وغير محترفين، لا يملكون سوى القليل من السلاح وإرادتهم، لكن هذا لا يكفي لا للصمود ولا للنصر.
الحرب تحتاج لمتخصصين ولعسكريين وتحتاج لتنظيم وإدارة وموارد، لم نجهد لتوفيرها ويضن بها علينا من يدعون أنهم «أصدقاؤنا» وهم لا يختلفون كثيرًا عن أعدائنا.
لكن، هل فعلنا ما يجب علينا فعله قبل أن نتوسل العون من الخارج الذي لا يبالي بنا؟
لماذا يهب أصدقاء سوريا لنجدة حمص في حين يغط «جيش علوش» وأمثاله في نوم عميق وتتبارى «الكتائب» في السلب والنهب؟ ماذا ننتظر حين يصبح «نجار الباطون» قائد كتيبة ويبحث الضابط المحترف عن عمل في مجال البناء؟ ماذا نتوقع حين يكون «المتعهد» خريج كلية الشريعة ومن لا خبرة عسكرية لديه قائدًا لجيش، في حين يتسكع الضباط في المخيمات؟
لقد عودنا نظام اﻷسد على «الحروب الاستعراضية» مع «العدو» اﻹسرائيلي لكن الحرب الحقيقية والوحيدة هي تلك التي يشنها نظام الاحتلال اﻷسدي اﻹيراني على سنة سوريا بهدف إبادتهم وتهجيرهم.
في الحروب هناك منتصر يحظى بكل شيء وخاسر لا يبقى لديه شيء، في الحروب المحظوظ هو من يختار طريقة موته فاﻷصل في الحرب هو الموت، موت العدو أو الشهادة ولا شيء آخر.
كيف ننتصر ونحن «نستورد» الاستشهاديين و»نصدّر» المهاجرين ليموتوا فارين في الزوارق؟
كيف لنا أن نواجه ٳمبراطوريات الشر من الشرق والغرب حين نوكل أمورنا لمن هو شبه أمي ونزدري المثقف والمتعلم؟
كيف نتوقع من العالم أن يساعدنا ونحن ندافع عن «جبهة النصرة» الخاضعة للظواهري ويريد بعضنا إقامة دولة طالبانية في شرق المتوسط؟
الحرب ليست أمرًا غيبيًا ينفع فيه «الدعاء والتقوى» فقط، بل هي أمر دنيوي يخضع لقواعد منطقية، من لا يدركها عليه أن يتوقع الهزيمة تلو اﻷخرى.