عنب بلدي ــ العدد 116 ـ الأحد 11/5/2014
ذكرنا في العدد 110 الصادر بتاريخ 30 آذار 2014 عن تعرض السوريين المقيمين في بريطانيا لخطر إغلاق حساباتهم من البنوك البريطانية، إذ تلقى عدد من أبناء الجالية السورية عدة رسائل تنذرهم بقرار البنك بإغلاق حساباتهم، وكانت مبررات البنك أنهم مواطنين لدولة مفروض عليها حظر اقتصادي.
وفي متابعة من عنب بلدي للمستجدات الأخيرة في القضية، صراح الدكتور هيثم الحموي لعنب بلدي، وهو مدير مؤسسة «فكر وبناء» الجامعة للجالية السورية بمانشستر، عن قيام المؤسسة بعدة إجراءات تهدف إلى وضع مزيد من الضغوط على البنوك لمنعهم من إغلاق حسابات السوريين. فقد أصدرت المؤسسة بيانًا صحفيًا الشهر الماضي يفضح ممارسات بنك «HSBC» الذي يعاقب زبائنه ممن يحملون الجنسية السورية بإغلاق حساباتهم. وأضاف د. الحموي أنه تم اللقاء والتواصل مع عدد من السياسيين وأعضاء في البرلمان للمساعدة بوضع مزيد من الضغط على البنوك. وقام المركز خلال الفترة الماضية بتوثيق كافة الوثائق والأوراق التي تلقاها عدد من السوريين والتي تهدد بإغلاق حساباتهم، وسيتم إرسال كافة الوثائق يوم الاثنين القادم لعضو البرلمان في مدينة مانشستر «جون ليدش» الذي سيقوم بدوره بإرسالها إلى البنك.
أما ياسمين، الطالبة الجامعية، التي تلقت رسالة تهديد من البنك نفسه، فقد نجحت في جعل إدارة البنك تتراجع عن قرار إغلاق حسابها بعد قيام النائبة بالبرلمان البريطاني « لوسي باول» بالتواصل بالنيابة عنها مع البنك للاستفسار والتوضيح عن أسباب التهديد بإغلاق حساب ياسمين. واعتذرت إدارة البنك لياسمين، واعترفت مديرته «جين فيليبس» في رسالتها «أن قرار إغلاق الحساب كان خطأ، وأن البنك سيقوم بتدريب موظفيه بشكل أفضل لضمان عدم حصول مثل هذا الأمر مرة ثانية»
لكن برغم الضغوط المستمرة على البنك المذكور، فقد تلقى محمود قبل أسبوعين، بحسب ما ذكر في إحدى المجموعات الخاصة، رسالة من البنك تحذره بأن حسابه سيتم إغلاقه لأن سجلات البنك تشير إلى أن عنوانه المسجل يشير على أنه مقيم في بلد يخضع لعقوبات مالية وحصار اقتصادي. وأضاف محمود في تعليقه، أن موظف البنك طلب وثيقة تثبت إقامته ببريطانيا تحمل عنوانه الحالي. وبعد قيامه بإرسال الوثائق المطلوبة تلقى محمود رسالة من البنك يوم الاثنين 6 أيار تعلمه بأنه لن يتم إغلاق حسابه.
أما «ك.م» الحاصل على شهادة الماجستير في التكنولوجيا الحيوية من جامعة كينغستون، فقد ذكر لعنب بلدي أنه مازال بانتظار قرار البنك النهائي بشأن حسابه بعد إرساله كافة الوثائق والأوراق التي طلبها البنك منه في اتصال هاتفي.
وقد نجحت جهود الجالية السورية والحملة التي أطلقتها مؤسسة «فكر وبناء» بمانشستر بوضع مزيد من الضغط على البنوك، ما أجبر بعضها على التراجع عن قرار إغلاق الحسابات البنكية للسوريين المقيمين ببريطانيا، ومازالت جهود الجالية مستمرة لإلغاء قرار البنوك بشكل نهائي.