عنب بلدي ــ العدد 116 ـ الأحد 11/5/2014
ويرى الكاتب أنه من أجل اجتثاث جذور العنف لا بد أن نبني حياة اجتماعية قوامها ثقافة المحبة والتسامح وتقبل الآخر، فهي رد استراتيجي على ثقافة الإرهاب والكراهية، وهذا ما أكدت عليه النصوص الشرعية التي تؤكد على الدفع بالتي هي أحسن، مشجعين الآخر عبر مبادرات ليعبر هو عن نفسه، دون أن نلغيه أو نهمشه، فنردم بذلك الفجوات التي تحول دون التواصل الاجتماعي، ملتزمين بمقتضيات الإنصاف له.
ويعتقد الكاتب بأنه طالما الاختلاف سنّة، فإن التعدد هو المآل الطبيعي لذلك، وانتماؤنا للجنس البشري لا يعني أننا نسخة طبق الأصل عن بعضنا، وإنما هناك تمايزات، لكنها لا تشرع للقطيعة، بل إلى التعارف والتكامل، إذ إن إقامة الجدار العازل بيننا وبين حقيقة التعدد الفكري والمذهبي وحتى السياسي يمنعنا من الاستفادة من إيجابيات هذه الحقيقة.
واقترح الكاتب أنه يمكن صياغة حياتنا الاجتماعية وفق حاجتين، الأولى الاختلاف في التفكير، والثانية حاجة التعايش مع المغاير، فممارسة العنف ضد الآخر لا تغني المسألة بل تزيد الصراع، مع ضرورة الموازنة بين نقد الذات والآخر، ويطرح المواطنة في وثيقة المدينة المنورة كمثال عن مشروع نهضوي ناجح، مستندين بمشاريعنا المستقبلية على الثالوث القيمي الذي يستند عليه مبدأ المواطنة، والمتمثل بالعدالة والحرية والمساواة، فكل الإجراءات التي لا تتحدد بسقف الحرية وحقوق الإنسان هي بالنهاية إجراءات ظالمة ومؤسسة لحروب داخلية.