عنب بلدي – خاص
تتجهز مدن وبلدات الغوطة الشرقية لتحولات جديدة، بعد دخول اتفاق “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” حيّز التنفيذ، والتي كانت أولى بوادره تسليم “الجيش” معملين إلى “الفيلق” سيطر عليهما “الجيش” في المواجهات العسكرية الأخيرة في مزارع الأشعري.
وجاء الاتفاق عقب اجتماع ضمّ الطرفين، وخرجا منه بنقاط أكدت على “المضي معًا نحو تحقيق مصالح الغوطة وأهلها دون التنازل عن المبادئ والأهداف”، بحسب بيانات صادرة عن الجانبين.
التنفيذ يبدأ
وتتضمن بنود الاتفاق الإفراج على جميع الموقوفين لدى الطرفين، وبدء التنفيذ بشكل فوري، إلى جانب فتح الطرقات بين بلدات الغوطة الشرقية، إضافةً إلى رفض تقسيم الغوطة تحت أي مسمى أو هدف، وإعادة كافة الحقوق من كل طرف للآخر، وتوقيف كافة أنواع التجييش أو التحريض الإعلامي.
وذكر “الجيش”، عبر بيان نشره في 25 آب، أنه “استجابة لمبادرة المجلس الإسلامي بدأنا بتسليم معمل الأحلام والنحّاس في منطقة الأشعري للإخوة في فيلق الرحمن”.
وعرض صورًا تظهر عملية التسليم، وخروج مقاتليه من المنطقة بشكل كامل.
“المجلس الإسلامي” يُشرف
وأكد الناطق الرسمي لـ “الفيلق”، وائل علوان، عملية التسليم لعنب بلدي، إلا أنه اعتذر عن التصريح حول مجريات العملية.
وشهدت الأشهر الماضية توترًا بين الفصيلين الرئيسيين في الغوطة الشرقية، وسيطر خلالها “جيش الإسلام” على مناطق واسعة لـ “الفيلق” في مزارع الأشعري، والمناطق المحيطة بها.
وبعد أيام من إعلان الاتفاق، شكّل “المجلس الإسلامي السوري” لجنة للإشراف على تنفيذ كامل بنوده.
وقال المجلس، في بيان حصلت عليه عنب بلدي، إن “الاتفاق جاء بمبادرة منه، واستجابة كريمة من جيش الإسلام وفيلق الرحمن وبجهود مشكورة من الفعاليات المدنية والشعبية في الغوطة”.
وكان “جيش الإسلام” أكد وقف العمليات العسكرية مع “فيلق الرحمن”، عازيًا ذلك إلى “الحرص على حقن الدماء وإنهاء الحال المتردية التي عاشتها الغوطة خلال المرحلة الماضية”.
لكن مدير المكتب الإعلامي في “الفيلق”، موفق أبو غسان، اعتبر في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن البيان “لم يصدر من قيادة جيش الإسلام بعد أن رأوا أنه الخيار الأفضل، ولكن بعدما وقفت الغوطة بكاملها في وجهه”.
وأعرب المجلس عن أمله في التزام الطرفين بالاتفاقية ونصها، من أجل إحداث الوئام والتوافق المطلوب في المنطقة.
كما أعرب عن أمله في أن “تكون الاتفاقية مقدمة لحل المشكلات العالقة بين الطرفين وصولًا إلى الاندماج الكامل حرصًا على حماية الغوطة من أي كيد أو شر يراد بها، وللحفاظ على مكتسبات الثورة”.
ويأتي اتفاق الفصيلين بالتزامن مع اتفاق “تخفيف التوتر” الموقّع مع الجانب الروسي، والذي تضمن المناطق التي يسيطر عليها الطرفان في ريف دمشق الشرقي.
وجاء بيان المجلس بعد مطالبة متظاهرين في مدينة سقبا بالغوطة الشرقية للمجلس بالنظر في تجاوزات “جيش الإسلام”في المنطقة.
وحمل المتظاهرون لافتات وجهوا من خلالها سؤالًا للمجلس: ما هو حكم من يعتقل المرابطين على جبهات النظام؟