عنب بلدي – خاص
صعّد الطيران الحربي غاراته على منطقة حوض اليرموك غربي درعا، التي يسيطر عليها “جيش خالد بن الوليد”، المتهم بمبايعته لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وطفت إلى السطح سيناريوهات محتملة قد تشهدها المنطقة.
بداية التصعيد تمثلت باستهداف بلدة الشجرة غرب درعا، في 17 آب الجاري، وتلاها استهداف طائرة دون طيار سيارة لعناصر من “جيش خالد”، قتل إثرها ثلاثة منهم، في 22 من الشهر نفسه، وسط أنباء عن تجهيز “الجيش الحر” لهجوم محتمل بدعم من “التحالف الدولي” أو الأردن وربما إسرائيل.
لا إعلان رسمي من أي جهة، بخصوص تبعية الطيران الذي يقصف المنطقة حتى اليوم، إلا أن مصادر عنب بلدي رجّحت أن يكون تابعًا لطاقم “التحالف”، وخاصة حادثة الشجرة، التي قتل فيها أمير الفصيل الجهادي، “أبو تيم إنخل”، من أصل 32 شخصًا، بينهم 17 مدنيًا، وفق “مكتب توثيق الشهداء في درعا”.
وعزت المصادر سببت ترجيح “التحالف”، إلى أن “جيش خالد” غدا منذ أسابيع على قائمة “الإرهاب” في مجلس الأمن، إذ يتم التعامل معه رسميًا كأحد تشكيلات تنظيم “الدولة” في خرائط مراكز الأبحاث الغربية، إضافة إلى ذلك وصول حاملة الطائرات الأمريكية “جورج دبليو بوش”، إلى قبالة شواطئ مدينة حيفا، في إطار عمليات “التحالف” ضد التنظيم، وهي المرة الأولى التي تصل فيها حاملة طائرات بهذا الحجم إلى إسرائيل منذ عام 2000.
ووفق ما أفادت به مصادر عسكرية لعنب بلدي، فإن هجومًا بريًا تقوده فصائل “الجيش الحر” من داخل درعا، مدعومًا بطيران “التحالف”، وهو أول السيناريوهات المطروحة.
كما تحدثت المصادر عن هجوم بري من خارج الحدود، ما يفتح أكثر من جبهة ضد “جيش خالد”، وأما السيناريو الثالث فيتمثل بتوسيع عمليات الاستهداف، لتشمل “هيئة تحرير الشام”، التي تسيطر على تل الجابية “الاستراتيجي” المتاخم لحوض اليرموك.
وبحسب مصادر أهلية من المنطقة، فإن طيرانًا دخل من الأردن حلّق فوق المنطقة وناور فوق إسرائيل خلال الأيام الماضية، دون أي إعلان رسمي، ما يرسم علامات استفهام حول ما يُحاك للمنطقة، ويزيد من التكهنات لمستقبلها.
ثلاثة أمراء فقدهم “جيش خالد” خلال شهرين فقد “جيش خالد بن الوليد” أميره الأول “أبو محمد المقدسي”، في السابع من حزيران الماضي، بعد أشهر من تسلّمه الزعامة عقب مقتل زعيمه السابق “أبو هاشم الإدلبي”، في تشرين الأول من العام الماضي، بعبوة ناسفة استهدفت سيارته. وتشير مصادر عنب بلدي إلى أن المقدسي، وأصله من محافظة درعا، أعلن انشقاقه عن “حركة المثنى الإسلامية”، التي انضوت في “جيش خالد” العام الماضي، ليتزعم التنظيم في منطقة الضمير بريف دمشق الشرقي، ويخرج إثر اتفاق مع النظام السوري إلى البادية، في نيسان 2016. عقب مقتل المقدسي، عين “جيش خالد” محمد رفعات الرفاعي (أبو هاشم)، أميرًا جديدًا، في التاسع من حزيران الماضي، وهو من بلدة تل شهاب في ريف درعا الغربي. وعمل الرفاعي سابقًا أميرًا عسكريًا لـ “لواء شهداء اليرموك”، وكان أحد أبرز مرافقي “أبو علي البريدي” (الخال)، مؤسس اللواء. وفي 29 حزيران الفائت، استهدف صاروخ “توماهوك”، رجحت مصادر مطلعة لعنب بلدي، إطلاقه من بارجة عسكرية أمريكية في البحر المتوسط، اجتماعًا لقيادة الجيش، ما تسبب بمقتل الرفاعي إلى جانب عشرة قياديين بارزين فيه. آخر الأمراء القتلى هو “أبو تيم إنخل”، الذي خلف الرفاعي، وقتل في 17 آب الجاري، إثر غارة جوية استهدفت محكمة بلدة الشجرة، التي يدير أمورها الفصيل الجهادي، ما أدى إلى انهيار مبنى المحكمة. وينحدر “أبو تيم” من بلدة إنخل في ريف درعا، وترك “الجيش الحر” ثم التحق قبل نحو عامين بفصيل “جيش الجهاد”، الذي خاض في أيار 2015، معارك ضد “جبهة النصرة” و”الجيش الحر” في ريف القنيطرة. وبحسب مصادر عنب بلدي فإن قسمًا من عناصر “جيش الجهاد”، خرجوا بعد انهياره إلى شمال شرق سوريا لمبايعة التنظيم، بينما التحق آخرون بـ “لواء شهداء اليرموك”، الذي عمل “أبو تيم” قائدًا عسكريًا فيه، قبل اندماجه في “جيش خالد”. |