تعا اتفرج
امرأة واحدة لا تكفي للزلمة
خطيب بدلة
لا يوجد نصف، أو ثلث، أو ربع امرأة بين “الزلم” البالغ عددُهم ثلاثةً وعشرين زَلَمِيًّا الذين أرسلتهم المنصاتُ الثلاث إلى الرياض من أجل التحضير لمؤتمر الرياض رقم 2.. وعليهم، أعني على أولئك الزلم، يُفْتَرَضُ أن يرتفع صرحُ الوطن السوري، وبأيديهم ستُبنى سوريا التي لا نقبل بأن يُطْلَقَ عليها اسمٌ أقلَّ من الاسم الذي أُطْلِقَ على الجار الشقيق لبنان: سويسرا الشرق، والكرامة، والشعب العنيد.
قد يقول قائلٌ بأن الشيء الطبيعي ألَّا توجد نساءٌ بين أعضاء وفدنا نحن الثائرين المتشددين المنبثقين (يعجبني مصطلحُ الانبثاق) عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة؛ المُتَّهَمين، مسبقًا، بأننا نتكون من: الإخوان المسلمين ومَنْ في حُكْمهم مِنَ الذين يقبلون أحيانًا بوجود النساء بين ظهرانيهم شرط أن يكون وجودهم تزيينيًا، تكميليًا.. ومِنَ الفصائل العسكرية المجاهدة التي تعتبر أن الأخت المسلمة لا تستطيع أن تقوم بأعباء الرباط، والكَرّ على العدو، والالتحام، والانغماس، وإنْ كان لا بد من تكريم المرأة، ففي قاموسهم لا يوجد شيء يمنحها الكرامة والشرف والعزة والإباء مثلُ فك الأطفال، وتشطيفهم، وتحفيضهم، والطبخ، والنفخ، وغسيل الثياب ونشرها على الحطب عند مداخل الدور التي هَدَّمَها القصفُ الإجرامي الروسي والإيراني والأسدي الإجرامي.
ولكن الشيء المُسْتَغْرَب هو أن يخلو وفدُ المعارضة القاهرية الذي يقوده الفنان جمال سليمان من المرأة، إذ لم يسبق لجمال أن لعبَ دور البطولة في مسلسل تلفزيوني ما لم تقف مقابله، وقفةَ الند للند، نجمةٌ تلفزيونية يُذْكَرُ اسمُها في التيترات قبل اسمه، والنسوان في أي مسلسل يلعب جمال بطولتَه يوجدن بالجملة (دوكما)، وليس بالمفرق، وكل واحدة أحلى من الثانية، ومَنْ لم تَكُنْ حلوة تستنجد بالمكياج لتظهر على الشاشة “فوتو جونيك”، وأخونا جمال، فوق هذا كله كان يحضر معنا، كل شهر مرة، في صالون السيدة نوال اليازجي بمشروع دمر، باعتبارنا، من أنصار المرأة. كما لا أظن هيئة التنسيق الوطنية الداخلة في نسيج “منصة القاهرة” على علاقة سيئة بالمرأة.
وصحيح أن الأخ الدكتور قدري جميل، بوصفه قائدًا لمنصة موسكو، يعملُ جاهدًا للإبقاء على الحكم المخابراتي الاستبدادي الإجرامي، متمثلًا بشخص ابن حافظ الأسد، ومستعدٌّ لأن يخرب العملية التفاوضية برمتها إذا لم تؤدّ إلى بقاء ابن حافظ الأسد، إلا أن علاقته بالمرأة، على علمي، ليست سيئة، حتى ولو كان ذلك بالظاهر، فالرجل شيوعي سابق، وليبرالي، وقاعد في حضن موسكو وما أدراكَ ما حضن موسكو.
ذات مرة، في أحد مؤتمرات المعارضة، شُكِّلَ وفدٌ رفيع المستوى من أجل إنجاز عمل وطني مهم. وحينما أُعْلِنَتْ أسماءُ أعضاء الوفد على الملأ سألت إحدى المشاركات عن السبب الذي جعلهم يشكلون الوفد كله من الزلم! فضرب رئيس الوفد على جبينه وقال: الله يلعن الشيطان. نسينا.
ههنا خرج الشيطان من بين الكواليس وقال للرجل: أناشدك بالله ويدي على رأسك قل لي: أأنا قلت لكم لا تضعوا نساء في الوفد؟!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :