مدينة الرعب.. داريا
عنب بلدي ــ العدد 115 ـ الأحد 4/5/2014
داريا، المدينة التي بدأت ثورتها مبكرة وتميزت بكافة مراحل الثورة السلمية والعسكرية باتت اليوم مدينة الرعب لعناصر نظام الأسد الذين يزجّ بهم في معاركه مع الثوار في المدينة.
لمجرد أن يعلم عناصر النظام أن جبهتهم القادمة هي إحدى جبهات مدينة داريا، هذا يعني أنه هناك احتمال ضئيل للعودة أحياء أو دون إصابة، وذلك بحسب أقوال أسرى وقعوا بأيدي فصائل الثوار في المدينة.
فبعد أن ابتلعت هذه المدينة خمسة من قادة العمليات العسكرية عليها آخرهم العقيد الركن رعد وديع جديد، وأكثر من أربعة آلاف جندي، بالإضافة الى 120 دبابة بين التدمير والاعطاب، وذلك حسب إحصائيات المكتب الإعلامي للواء شهداء الإسلام، لم يعدّ النظام يتمكن من أن ينكر أو يخبئ الرعب الموجود في قلوب عناصره، كما أن عناصره نفسهم لم يعودوا قادرين على أن يكتموا هذا الرعب، فكثر هم المارين على الحواجز القريبة من داريا وقد سمعوا شكوى الجنود من عدم قدرتهم التقدم على جبهات المدينة وكما سمعوا قصصًا عن أصدقائهم الذين فارقوا الحياة بين أيديهم أو أرسلوا للعلاج في المشافي.
كما أكد الكثير ممن هم على علاقة بالنظام أو بعض الجنود المتعاونين مع الثوار، أن مبالغ كبيرة تدفع للضباط مقابل ألا يتم إرسال أحد العناصر إلى جبهات داريا أو حتى قد يتوسط الضباط مع زملائهم كي لا يتم النقل، كما أكدت المصادر بأن جبهات داريا أصبحت بمثابة عقوبة شديدة يهدد بها النظام عناصره بشكل دائم بأنه في حال المخالفة سيتم إرسال العنصر إلى إحدى جبهاتها والتي قد يلقى حتفه أو يعاني الويلات نتيجة لصعوبة التعامل مع الثوار فيها.
ويذكر أن النظام يقوم بتبديلات للعناصر على جبهات المدينة بشكل دائم، أعيدت هذه التبديلات لعدة أسباب منها عسكرية وأخرى نفسية، وقد أكد عدد من الثوار المتواجدين على جبهات داريا أنه أحيانًا يسمع أصوات صادرة عن عناصر النظام تعبر عن فرح وسرور كبيرين لم يكونا موجودين خلال الأيام السابقة، بل على العكس حيث توضح أصواتهم أنهم بحالة نفسية منهارة تمامًا، ليكتشف فيما بعد أنه كان اليوم الأخير لهم على هذه الجبهة وتم نقلهم في اليوم التالي إلى مناطق أخرى، وقد أكد هذه الحالة النفسية السيئة التي يعيشونها ما عثر عليه الثوار بعد اقتحامهم لعدد من المناطق التي كانوا قد سيطروا عليه حيث وجدو كميات من الأدوية المخدرة والمشروبات الروحية وكتابات تعكس حالتهم النفسية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :