وادي الجوز.. عامً على الهدم
محمد صافي – حماة
يعتبر وادي الجوز ثاني أكبر مشاع في مدينة حماة، ويمتد الحي على الطرف الغربي من المدخل الشمالي للمدينة من جنوبي غرب دوار الفيلات وينتهي مع نهاية امتداد حي طريق حلب الجديد، وقد شيد على أرض المشاع ما يقارب ألف وأربعمئة بناء، ويقدر عدد سكانه بنحو خمس وعشرين ألف نسمة بحسب مكتب التوثيق لمجلس قيادة الثورة في حماة.
وكغيره من المشاعات، جميع سكانه من الطبقة البسيطة والفقيرة المعدمة، شارك منذ بداية الثورة بشكل فاعل في مظاهرات حي طريق حلب وتعرض أبناؤه للاعتقالات التعسفية بشكل كبير بعد اجتياح حماة في شهر آب 2011.
كما يميّز الحي كونه نقطة ربط استراتيجية بين الريف والمدينة لارتباطه بمنطقة البساتين التي تنتهي بالريف الشمالي الغربي لحماة، وقد اعتبر ممرًا للناشطين وعناصر الجيش الحر من وإلى المدينة.
وفي 30 نيسان 2013 حوصر حي طريق حلب الجديد والقديم بالإضافة لحي مشاع وادي الجوز المتصل به جغرافيًا واجتماعيًا، لمدة تتجاوز الأسبوع تخلله قصف يومي على هذه الأحياء عامة وعلى مشاع وادي الجوز خاصة، وذلك بعد سيطرة الجيش الحر على حاجز مدرسة ناصح علواني في حي طريق حلب الجديد الملاصق لوادي الجوز، وكان جلّ أهالي وداي الجوز قد نزحوا حينها باتجاه حي طريق حلب والأحياء المجاورة.
بدأ اقتحام المنطقة بقوة ضخمة مرفقة بالآليات الثقيلة، ما أسفر عن أكثر من 50 قتيلًا، واعتقال المئات من بينهم الكثير من الجرحى، ما أجبر الجيش الحر على الانسحاب بعد وعد من النظام بعدم الاقتراب من المشاع في حال انسحب مقاتلو الحر من هذه الأحياء، ولكن قوات الأسد النظام لم تلتزم بالاتفاق، وحوصر حي وادي الجوز بالبلدوزرات والجرافات، وبدأت الآليات بهدم البيوت وما بداخلها من أثاث وممتلكات بشكل كامل وتجريفه وتسويته بالأرض.
«أبو يوسف»، نائب مدير المكتب الإعلامي في اتحاد ثوار حماة، يتحدث لعنب بلدي «تشاركت نكبة مشاع وادي الجوز التي حصلت في الأيام الأولى للشهر الخامس من عام 2013 مع مثيلتها في مشاع الأربعين التي حصلت قبلها بعدة شهور بصفة رئيسية، ألا وهي عدم توازي الصدى الإعلامي بحجم النكبة الدامية لدى القنوات الفضائية خاصة والوكالات الإخبارية عامة»، معللًا ذلك بـ «العديد من الأسباب أهمها اقتصار مدة الحدث على أيام قليلة، حيث اقتحم النظام المشاع وحرق العديد من البيوت والأشخاص في يوم واحد».
وبيد أن ضربات قوات الأسد لتدمير المدينة لم تفلح إلا أنه يحاول الآن تغير ديمغرافية المدينة كونها تقع جغرافيًا ضمن «دولته العلوية»، وهذا ما يؤكده «صافي الحموي» مدير المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة لعنب بلدي «النظام وبعد فرض سيطرته الكاملة على مدينة حماة، يعمل على تهجير أهاليها من خلال افتعال حالات السرقة والاعتقالات التعسفية لجميع شباب المدينة، وذلك لتوطين الشيعة والعلوية فيها، وهذا ما لاحظناه مؤخرًا في حي القصور حين شوهد بعض الشيعة يصلون على الفخارة في مسجد الشيخ بشر، إضافة لانتشار السيارات المزينة بشعار حزب الله اللبناني بشكل كبير في أحياء حماة».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :