وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عمليات تعذيب وإعدام نسبتها إلى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
ووفق تقرير حصلت عنب بلدي على نسخة منه اليوم، الجمعة 25 آب، قالت فيه إن أساليب التعذيب وحصيلة ضحاياه على يد “قسد” ارتفعت منذ بداية عام 2016، وقد “حمل البعض منها صبغة عرقية”.
وتنفي “سوريا الديمقراطية” أي حادثة تعذيب تُنسب لها، وتقول إنها “تُحرر المدنيين من ظلم تنظيم الدولة الإسلامية”.
وعادت الاتهامات إلى العلن بعد تسريب عددٍ من التسجيلات والصور، نهاية تموز الماضي، عن قصف عشوائي على مناطق المدنيين، إضافة إلى إعدام رجل عجوز تجاوز الثمانين من عمره عقابًا على بقائه في منزله، الأمر الذي أدى إلى زيادة حالة التوتر والاحتقان.
حوادث وثقتها الشبكة
واعتمدت الشبكة على تسجيلات مصورة نشرتها وكالات، إضافة إلى شهادة ناجين من مناطق تسيطر عليها “قسد”، وفق التقرير.
في 30 حزيران الماضي نشرت وكالة “الأناضول” تسجيلًا مصورًا أظهر عنصرين مسلحين من “قسد”، يركلان محتجزين مكبلي الأيدي، في بلدة المنصورة غرب الرقة.
وفي 15 تموز الفائت انتشر، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تسجيل مصور أظهر عناصر مسلحين يطلقون النار بشكل مباشر على شخص مكبّل اليدين إلى جانبه جثتان، ويظهر المقطع تناوب العناصر على إطلاق النار على الضحية.
وقال العنصر حينها “هذا هو مصير كل من يحارب حزب YPG (الاتحاد الديمقراطي الكردي) ومصير كل من ينتمي لتنظيم داعش”.
كما أكدت الشبكة حصولها على تسجيل لمقتل المدني علي المحمد (37 عامًا)، من أبناء قرية خس عجيل شرق درعا، منتصف الشهر نفسه.
وأوضحت الشبكة أن علي “كان يعمل في لبنان منذ منتصف عام 2015، وعاد إلى قريته في آذار الماضي، وقتل إثر مشادة كلامية مع شخص مقرّب من قوات سوريا الديمقراطية، مطلع نيسان الفائت”.
ونقلت عن مصادر مقربة من القتيل قولها، إن علي نزح وعائلته إلى مخيم، مؤكدة أنه “أعدم إثر وشاية من أحد الأشخاص المقربين من عناصر قسد”.
وتعقيبًا على الحادثة أصدرت “قسد” بيانًا في 15 تموز الماضي، قالت إنها ستفتح تحقيقًا لكشف ملابساتها ومحاسبة مرتكبيها.
إلا أنه “كان لامتصاص النقمة الشعبية والإعلامية، فلم تكشف أي تفاصيل للرأي العام السوري”، وفق الشبكة.
وتحدث التقرير عن حادثة مقتل الرجل الثمانيني أحمد زينو، لافتًا إلى أن الشبكة حصلت على صور لجثته وأظهرت طلقًا ناريًا في كتفه الأمين، في 21 تموز الماضي، بعد أن كانت سجلته في قائمة الضحايا 24 حزيران الذي سبقه، إثر تعرض منزله في حي الرميلة للقصف.
وأكدت مقتل حفيده بعد اعتقاله نتيجة تسريب التسجيل المصور، وفق التقرير.
وتقول الشبكة إن سجل “قوات سوريا الديمقراطية” حافل بالانتهاكات وعمليات القتل خارج نطاق القانون، والهجمات العشوائية عديمة التمييز على المدنيين، إضافة إلى عمليات الاعتقال التعسفي.
مطالب وتوصيات
وختمت تقريرها داعية “قسد” إلى “الالتزام بمعايير القانون الدولي لحقوق الإنسان، والتّوقف عن استخدام التعذيب بحق الخصوم السياسيين والعسكريين، وفتح تحقيقات فورية ومحاسبة المتورطين في الجرائم”.
كما دعت الدول الداعمة، وعلى رأسها أمريكا، إلى الضغط على القوات “لوقف تجاوزاتها كافة في جميع المناطق والبلدات التي تُسيطر عليها، والبدء بإنشاء ودعم مجالس محلية من جميع أبناء المجتمع المحلي لإدارة تلك المناطق بشكل مدني”.
وتسببت عمليات القصف العشوائي من “التحالف و”قسد”، بفرار عشرات الآلاف من أهالي الرقة، واضطر معظمهم للبقاء في مناطق صحراوية غير مجهزة للنزوح، قدّرت الشبكة عددهم بحوالي 120 ألف نسمة من مجمل مناطق المحافظة، في تقارير سابقة.
ويرى بعض الناشطين الذين التقتهم عنب بلدي في وقت سابق، بأن هذه التصرفات، مهما كان دافعها، فإنها تخلق صدعًا يصعب ردمه بين الأهالي المتمسكين بأرضهم وقيمهم، وبين قوات سيطرت على هذه الأرض بالقوة وتحاول فرض سيادتها مدعومة بقوة غربية.
–