عماد دالاتي – القامشلي
للسنة الثانية على التوالي يقام مهرجان الربيع في مدينة القامشلي خلال 5 أيام، أقيمت خلالها العديد من النشاطات والفعاليات الثقافية والفكرية، بحضور جماهيري لافت بينها العديد من الشخصيات الثقافية والسياسية في مدينة القامشلي.
وبدأ المهرجان يوم 26 نيسان، بتنظيم من «ائتلاف شباب سوا» ومركز «أريدو» للمجتمع المدني، وبرعاية منظمة الأمواج المدنية «بيل» (PÊL- Civil Waves) والمنظمة السورية للطوارئ (SWFC)، تحت شعار «ألواننا… جسورنا».
ويهدف المنظمون من إقامة المهرجان، كما يقول «شمعون لحدو» أحد منظمي الحفل «هو مد الجسور بين مكونات الجزيرة السورية من كرد وعرب وسريان وأرمن وآشور، وتمتين روابط العيش المشترك بين جميع هذه المكونات»، وأشار لحدو إلى تماسك الروابط بين مكونات الجزيرة في عموم سوريا بالقول «هذه الروابط التي لطالما عمل النظام طيلة 40 عامًا على تفكيكها بزرع الفتنة والحقد، ليس فقط في الجزيرة بل في عموم سوريا، لكن مثل هذه الفعاليات لهي دليل واضح على فشل النظام بتمرير مخططاته».
أما الشاعر «أمانوس زرادشت» المشارك في المهرجان فيصفه بقوله: «هذا المهرجان اكتسب أهمية كبيرة منذ موسمه الأول، واستطاع أن يجمع بين الثقافات المتنوعة للمنطقة ويمزجها بتآلف أخاذ ويقدمها لوحة جميلة تعبر عن جمالية التنوع الثقافي لمكونات مدينة القامشلي»، معبرًا عن سعادته بالمشاركة «أنا سعيد جدًا بمشاركتي في هذا الملتقى الرائع وأتمنى له دوام التقدم والنجاح».
وتخلل المهرجان عددٌ من الفعاليات الفنية والموسيقية والثقافية، وقدمت فرقة «زاراباند» الموسيقية عدة أغاني من تراث الجزيرة السورية بعدة لغات (كردية، عربية، سريانية، وأرمنية)، بينما قدمت فرقة «قيثارة أور» الموسيقية عدة أغاني باللغتين السريانية والعربية.
كما تم عرض لوحات فنية راقصة لكل من فرقة «كردستان» للفلكلور الكردي الراقص، وفرقة «أورنينا» للفلكلور الآشوري الراقص.
وشهد المهرجان في يومه الأول افتتاح معرض الفن التشكيلي، وعرض فيه لوحات للفنانين، مي قولنج، نالين حسو، وفادي خيو، واستمر المعرض لثلاثة أيام.
وقد انتهز الفنانون الفرصة لتقديم عروضهم، حيث عرض فلمان وثائقيان، الأول «حكايا الربيع» للمخرج سيامند أومري، والثاني بعنوان «سبعين نبضة» للمخرج غاندي سفر.
بينما ألقت التطورات التي تشهدها المنطقة بظلالها على المهرجان، وظهر ذلك جليًا من خلال المسرحيتين التين قدمتا في اليوم الثالث، الأولى بعنوان «الذي لا يأتي» من عمل فرقة جيان للأعمال المسرحية، وفيها حاول مخرج المسرحية أن يبلور الصراع الدائر في سوريا (صراع الخير والشر)، وتمحور السيناريو حول شعب يريد الحرية، ونظام لا يعرف الرحمة.
أما المسرحية الثانية «المحاكمة» فتناولت ثورات الربيع في المنطقة بأسلوب ساخر، تنتهي بمحاكمة «البوعزيزي» الذي أشعل النار في جسده تعبيرًا على رفضه الظلم، على أنه «مجرم زرع الفتنة جراء فعلته».
وللأطفال نصيبهم في المهرجان حيث قدموا عدة أعمال في الفنون اليدوية والموسيقا، في حين شهدت الفعاليات مشاركة عدد من الشعراء بينهم خناف كانو، إبراهيم شمعون، عبد الصمد محمود، وأماريس رومانوس.
ورغم الأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة نسبيًا إلا أن المهرجان شهد إقبالًا شعبيًا وتفاعلًا كبيرًا، ويأمل المنظمون بتقديمه على مستوى سوريا في السنوات القادمة.