نجوم سوريون برزوا بعد الخمسين من عمرهم
يقول غابرييل غارسيا ماركيز “ليس السن هي ما بلغَه أحدنا من العمر، بل ما يشعر به”، ولهذا تلفتنا العديد من الشخصيات التي سطع نجمها في أعمار كبيرة.
تلفتنا ونحن نتابع الدراما العربية في السنوات الأخيرة، شخصيات لم يسبق أن عرفناها في طفولتنا، أو حتى بعدها. فجأةً ظهروا بأدوارٍ قويةٍ، تكاد تكون أقرب إلى البطولة، ما يدعو المشاهد للتساؤل متى بدأ هذا الفنان أو ذاك بالتمثيل، لكي يصل إلى هذه النجومية.
هذه الظاهرة برزت بشكل جلي في الدراما المصرية عندما أوكل بعض المخرجين أدوار بطولةٍ أو مشاركةٍ في البطولة لفنانين بالكاد نعرفهم مثل الفنان حسن حسني، سيد رجب ، بيومي فؤاد وغيرهم… الذين أثبتوا أنهم على قدر هذه الأدوار، وأن المسألة ليست فقط من محاسن الصدف.
وإذا نظرنا إلى الدراما السورية، ليس بقصد المقارنة، نجد فنانين أيضًا اشتهروا بعد بلوغ سن الخمسين، لأسبابٍ تختلف من فنان لآخر، من أبرزهم:
سليم صبري
على الرغم من بلوغه سن السابعة والخمسين، عندما لعب دور البطولة في مسلسل” خان الحرير” بجزأيه، إلا أنها كانت انطلاقة نجومية للفنان سليم صبري، وتلتها أدوارٌ مهمةٌ في مسلسلات الفصول الأربعة، تلك الأيام، وحي المزار.
ولعل نجومية الفنان سليم صبري تأخرت كثيرًا عن بدايته، في فيلم خياط للسيدات، وفيلم كفر قاسم، ومسلسل حرب السنوات الأربع، وذلك بسبب اتجاهه للإخراج التلفزيوني.
خالد تاجا
قلما يخلو مسلسلٌ سوري من وجود الفنان خالد تاجا على قائمة أبطاله، منذ بداية الألفية الثالثة، ما جعله موضع حسدٍ من بقية زملائه، الذين لم يحظوا بعدد أعماله وبمثل أجره.
خالد تاجا الذي بدأ التمثيل منذ طفولته، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، وكانت انطلاقته ملفتةً في فترة ازدهار السينما السورية، وبدا ذلك في مشاركاته في أفلام مثل الفهد، وسائق الشاحنة.
ومن يتابع بداية الفنان وقتها لا يسعه إلا أن يتنبأ بنجوميةٍ طاغيةٍ له، حين لقبه الشاعر الكبير محمود درويش بـ “أنطوني كوين العرب”.
إلا أن القدر تدخّل، وعطّل مسيرته الفنية، مدة 12 عامًا، عندما أصيبت إحدى رئتيه بالسرطان، ما أدى إلى استئصالها.
وبعد عودته، تعرض لمضايقاتٍ عدة ولم يعد أحدٌ يدعوه للمشاركة بأي عملٍ، ما عدا صديقه الفنان طلحت حمدي، الذي وقف بجانبه نهاية السبعينيات.
وقدم تاجا العديد من المسلسلات، التي ماتزال في ذاكرة المشاهد السوري والعربي، مثل هجرة القلوب إلى القلوب، أيام شامية، دنيا، يوميات مدير عام، وغزلان في غابة الذئاب.
توفي النجم عام 2012، عن عمر يناهز الثالثة والسبعين وهو في قمة نجوميته.
عبد الحكيم قطيفان
ولد الفنان عبد الحكيم قطيفان في درعا، عام 1958، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1981.
وبينما كان أقرانه من خريجي المعهد يبدؤون مسيرتهم الفنية، بثقةٍ وتألقٍ مثل جمال سليمان وأيمن زيدان ووفاء موصللي، كانت مسيرة الفنان عبد الحكيم قد توقفت، قبل أن تبدأ، حين اعتقل في أحد سجون النظام السوري عام 1983، بتهمة انتمائه إلى الحزب الشيوعي، وبقي في السجن الذي تعرض فيه للتعذيب الجسدي والنفسي لتسع سنوات.
هذه التجربة المريرة التي من شأنها أن تقتل طموح أي إنسان، لم تقوض حماس الفنان عبد الحكيم قطيفان وإصراره على صنع نجوميته ولو بعد حين.
وبعد خروجه من السجن عام 1991، بدأ مباشرة بلحاق الركب الفني، وتعويض ما فاته طيلة سنوات السجن.
فبدأ بأدوارٍ صغيرةٍ، في مسلسلات جريمة في الذاكرة، وأيام الخوف.
ضحى الدبس
بدأت الفنانة ضحى الدبس مشوارها الفني عام 1989، بأدوارٍ صغيرةٍ، في مسلسلات مثل: شجرة النارنج، وهجرة القلوب إلى القلوب.
وتجلت نجوميتها وقدرتها على الوقوف في صف واحد مع نجوم الدراما، مع بدايات الألفية الثالثة، عندما تميزت بدور الأم، في عدة أعمالٍ، منها مسلسل خاتون، ووراء الشمس، وورود في تربة مالحة، وبرزت بمقدرةٍ عاليةٍ، في مسلسل سكر وسط.
ولعل دورها في مسلسل الخربة وضع لها بصمةً في الكوميديا، لاتقل عن أدوارها الدرامية.
جرجس جبارة
حبه للفن دفعه للعمل بصفة كومبارس، في العديد من الأعمال الدرامية، إلى أن قدمه الفنان أيمن زيدان في سهرة بعنوان الديب، وانهالت بعدها الأدوار.
وكانت بدايته عام 1994، في مسلسل نهاية رجل شجاع، وعيلة 5 نجوم، حين تميز بلعب دور رجل الشرطة، ولكن بقالب كوميدي وظهر ذلك جليًا في شخصية “أبو نادر” في مسلسل ضيعة ضايعة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :