في عيدهم .. العمال من أكثر المتضررين بالأزمة
عنب بلدي ــ العدد 115 ـ الأحد 4/5/2014
في الأول من أيار من كل عام يحتفل العالم بعيد العمال تقديرًا لهم على جهودهم ودورهم في بناء المجتمع، بينما يأتي عيد العمال هذا العام والطبقة العاملة السورية تعيش أزمة حقيقية وأوضاعًا سيئة إثر أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد منذ انطلاق الثورة قبل ثلاث سنوات.
وانعكست الأزمة سلبًا على مجمل نواحي الحياة وبخاصة على العاملين في القطاع الخاص الذين باتوا يعملون مقابل أجرٍ يومي مهددين بالانقطاع عن العمل في أي وقت، بينما سرّح الكثير منهم من أعمالهم في ظل غياب أدنى مستوى من الحماية القانونية أو الإنسانية.
وتعتبر شريحة العمال من أكثر الشرائح تأثراً بالأزمة بحسب أحمد الحسن- أمين شؤون العمل في اتحاد العمال، وذلك بسبب تدمير الكثير من المنشآت في القطاعين العام والخاص، الأمر الذي أدى إلى فقدان العديد من العمال أعمالهم مما زاد في نسبة البطالة إضافة إلى الخسائر التي لحقت بالكثير من القطاعات الإنتاجية التي ترفد الاقتصاد الوطني، إذ تقدر الخسائر في القطاع الاقتصادي والخدمي والسياحي بـ4.7 ترليون ليرة سورية، كما صرح رئيس الحكومة وائل الحلقي، وتأتي هذه الخسائر لتنعكس على المجتمع وعلى العمال.
ويعتبر عمال القطاع الخاص أكثر تأثرًا من عمال القطاع العام وذلك لفقدانهم عملهم ومصدر دخلهم ورزقهم، بينما عمال القطاع العام لاتزال الدولة تتحمل رواتبهم وأجورهم، ولو أن توقف العملية الإنتاجية في قسم كبير من منشآت القطاع العام أدت إلى تراجع في الأجور الحقيقية للعمال.
وكانت وزارة العمل بينت في تقرير لها صدر في نهاية عام 2012 أن “قوة العمل في سوريا تقدر بنحو 5.815 ملايين عامل، بلغ المتعطلون منهم نتيجة الأحداث نحو 866 ألف عامل من أصل قوة العمل الإجمالية المذكورة، منهم 17% في قطاع البناء.
وبلغ عدد العاطلين عن العمل في سوريا حتى نهاية العام 2012 نحو 2.653 مليون عاطلاً، في حين ارتفع الرقم ووصل إلى 2.965 مليون عاطل خلال الربع الأول من العام 2013.
في حين أن تقريرًا صدر عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “الأسكوا”، بعنوان “1000 يوم على الحرب في سوريا”، لفت إلى أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض بنسبة 45% وبلغ عدد العاطلين عن العمل 3 ملايين سوري من أصل 5 ملايين يشكلون مجموع القوى العاملة.
بينما يعاني العامل السوري اللاجئ إلى البلدان المجاورة من البطالة أو الأجور الزهيدة مقارنة بغيره من العمال، مفتقدًا إلى أي وثائق تضمن له حقوقه في الإقامة أو الإجازات والتعويض.
ويعود تاريخ عيد العمال إلى مأساة تمثلت بسقوط عدد من العمال في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة الصراع بين العمال المطالبين بحقوقهم والدولة الأمريكية المدافعة عن أصحاب العمل نهاية القرن التاسع عشر، ليتم بعدها اعتماد الأول من أيار عيدًا عالمياً لكل الطبقة العاملة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :