عنب بلدي ــ العدد 115 ـ الأحد 4/5/2014
بعد وصول عدد اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري إلى ما يزيد عن 100 ألف شخص، ومع استمرار التدفق اليومي للسوريين الهاربين من العنف إلى الأردن؛ افتتحت الأمم المتحدة يوم 30 نيسان المنصرم مخيمًا جديدًا أطلق عليه اسم «مخيم الأزرق».
ويقع المخيم الذي تشرف على إدارته السلطات الأردنية بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، في الصحراء الأردنية في منطقة الأزرق التي تبعد 100 كيلومتر شمال شرق العاصمة عمّان، بينما يبعد 90 كيلومترًا عن الحدود السورية.
وتقدر الطاقة الاستيعابية للمخيم بنحو 130 ألف شخص، ويمتد على مساحة 15 كيلو متر مربع، وقد جهّز بالمرافق العامة مثل المدارس والعيادات الصحية وأماكن للألعاب وبنى تحتية وشبكة مياه وصرف صحي ومراكز أمنية داخلية، ودفاع مدني وطرق معبدة وبعض المرافق التجارية، بحسب مفوضية اللاجئين.
ويبلغ عدد الوحدات السكنية الجاهزة للاستخدام 5000 وحدة مخصصة لاستيعاب 25000 شخص في الوقت الحالي. وقد استقبل المخيم أكثر من 400 لاجئ سوري خلال أول يومين من افتتاحه.
وقد صنعت البيوت من الزنك والحديد بحيث تقاوم طاقة الرياح ودرجات الحرارة العالية أو المنخفضة في الصحراء الأردنية، بالمقارنة مع الخيام المصنوعة من القماش في مخيم الزعتري.
كما تم تخطيط وتصميم المخيم بطريقة تسمح بأن تسكن العائلات والأقارب بالقرب من بعضها لتشعر بالأمان وتحقيق التواصل الاجتماعي فيما بينها.
وصرح «اندرو هاربر» مندوب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن بأن «التحضير لمخيم الأزرق استغرق عشرة أشهر من العمل المتواصل، فهو يختلف عن مخيم الزعتري -الذي تم تحضيره بعشرة أيام- بتوفير شروط حياة أفضل، حيث لا يوجد فيه خيم». وأضاف أن المخيم الجديد «سيكون من أكبر مخيمات اللاجئين ليس فقط في المنطقة وإنما على مستوى العالم».
بينما أفادت «برناديت كاسل هولدنغ ورث» مديرة المفوضية الميدانية لمخيم الأزرق «أن المخيم الجديد يساعد في إدارة تدفق اللاجئين من سوريا، الذي يصل معدله إلى 600 فرد يوميًا، ويؤكد على الطبيعة الممتدة للأزمة الإنسانية في سوريا».
وبلغت تكلفة إنشاء المخيم 45 مليون دولار، وهي عبارة عن مساعدات مقدمة من الأمم المتحدة وعدد من الدول المتبرعة، ولم تذكر المفوضية السامية للأمم المتحدة التكاليف الشهرية المتوقعة للإنفاق على اللاجئين في المخيم من إغاثة وتعليم وصحة، بالإضافة إلى تكاليف المرافق العامة وإدارة المخيم.
كما لم تحدد كيف سيتم تمويل المخيم، وفيما إذا كان هناك خطة لإنشاء ورش صغيرة داخل المخيم توفر فرص عمل للاجئين وتساعدهم على العمل والاعتماد على الذات بدلًا من العيش على المساعدات، وإنما اكتفى اندرو هاربر بتوجيه نداء إلى المجتمع الدولي لدعم النازحين السوريين في المخيم.
يذكر أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المملكة وصل إلى 600 ألف لاجئ ويشكلون نحو 10% من سكان الأردن، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 800 ألف لاجئ مع نهاية العام الحالي.