كُتّاب يحللون خطاب الأسد.. عقيدة جديدة وسوريا على مقاسه
توالت التحليلات السياسية من كتّاب وباحثين لمحتوى خطاب رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي ألقاه من داخل قصر الشعب، الأحد 21 آب، عارضين رؤاهم حول توقيته ومضمونه.
ورصدت عنب بلدي ما كتبه بعض المحللين في صحافة المنطقة، تعليقًا على الخطاب، الذي وصف الأسد فيه الثوار، بأنهم “حثالة من الناحية الإنسانية والأخلاقية والوطنية”، متبنيًا مصطلح “الثورة”.
يقول الكاتب السوري وليد بركسية، في مقاله لصحيفة “المدن”، إن خطاب الأسد خلال مؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين السنوي، كان خطاب نصر مكتوبًا بعناية فائقة من أدوات البروباغندا الروسية، الوصية على النظام إلى أجل غير مسمى.
عقيدة الأسد وبوتين
وركّز الكاتب على تسمية “الإخبارية السورية” للخطاب بأنه “عقيدة الأسد”، مشبهًا إياه بـ “عقيدة بوتين”، وخطاب الرئيس الروسي التاريخي عام 1999، ثم حديثه أمام البرلمان الروسي العام الماضي.
واعتبر أن نقاط التشابه بين الخطابين جاءت “على أسس وطنية”، إذ ركز بوتين على القومية الأرثوذوكسية مقابل القومية العربية في خطاب الأسد.
ويضيف بركسية أن الخطاب امتلأ بمقارنات بين النهج الجديد والذي كان متبعًا على مدار 40 عامًا من تاريخ سوريا، وأصر الأسد على ربط تاريخ البلاد “باستيلاء والده حافظ الأسد على السلطة”.
واستخدم الأسد لفظ الثورة “بوصفه يقوم بثورة داخلية ضد مبادئ النظام نفسه الذي تخلى عن كل التوازنات القديمة التي تمتع بها وبات مجرد محافظة إيرانية أو قرية روسية بعيدة في أفضل تقدير”.
يتعلق التغيير وفق وجهة نظر الكاتب بالسيادة الوطنية، التي كانت عنصرًا أساسيًا للخطابات الرسمية الموجهة للسوريين، “وباتت اليوم من الماضي مع الارتهان الخارجي الجديد لمحور الحلفاء المكون من روسيا وإيران وحزب الله”.
خطاب “شعبوي ممزوج بالعداء للغرب”، كما يصفه بركسية، الذي استشف في ختام مقاله بأن “القومية العربية ستشكل الأيديولوجيا الشعبوية الأكبر باعتبار الغالبية السكانية عربية، مع الابتعاد عن القومية العربية التقليدية والحديث عن المشرقية – الشامية منها”، إضافة إلى “علاقات وثيقة مع محيط سياسي جيد متمثل بروسيا والصين وإيران وحزب الله، مع هامش بسيط للأكراد، من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مع جيش هش ومنهك تساعده القوات الأجنبية التي لن تترك البلاد”.
الأسد يُفصّل سوريا “على هواه”
نجيب أبو فخر، عضو اللجنة الوطنية للسلم اﻷهلي في سوريا، يقول إن الأسد “هاجم الهوية السورية وشكل الحكم الفدرالي، ما يعني أنه لن يقبل سوريا إلا على هواه كمزرعة كاملة تحت نفوذه”.
خطاب الأسد كان “وقحًا ومنكرًا لكثير من الأمور”، من وجهة نظر أبو فخر، معتبرًا أنه “لم يكن ليثق بنفسه إلا لعلمه بأن له من اﻷصابع واﻷعوان في صفوف الثورة الحقيقية أكثر مما للثورة نفسها”.
وكان الأسد قال إن البلاد خسرت خلال سنوات الحرب خيرة شبابها، فضلًا عن تضرر بنيتها التحتية، لكنها بالمقابل كسبت “مجتمعًا صحيًا متجانسًا”.
العودة إلى إسرائيل
تحليلات الخطاب تجاوزت السوريين، وعرض المحلل يرون شنايدر على القناة الثانية الإسرائيلية، الأحد 20 آب، رؤيته معتبرًا أن “الرئيس السوري ادّعى ثانية بأنه انتصر في المعركة التي تخاض ضد سوريا، بعد أن نجح في منع الغرب من إسقاطه”.
“يشعر الأسد بأن الانتصار أصبح قريبًا رغم أنّه لم يقطفه بعد”، انطباع استخلصه شنايدر من الخطاب، كما يقول.
وهو ما ركز عليه الخطاب، الذي طغت عليه كلمة الغرب وتعريف من هو الغرب، ومن أبرز ما قاله الأسد في هذا الخصوص “دفعنا ثمنًا غاليًا في سوريا في هذه الحرب لكن تمكنا من إفشال المشروع الغربي.. الغرب دائمًا نتيجة غروره ينتقل من ورطة لورطة أخرى.. الغرب كالأفعى يغير جلده حسب الموقف”.
تحليل شنايدر ركز على الدور الفاعل لمحور روسيا وإيران وحزب الله، وختم حديثه بعبارة “لن تنقلب الأمور على الأسد، بل هو من سينقلب عائدًا إلينا”، في إشارة إلى إسرائيل.
كعادته استهزأ الأسد بمعارضيه ووصفهم بأنهم “بلا وزن، وأدوات تستخدم لمرة واحدة ثم تلقى في سلة المهملات، مثل الأدوات الطبية، لكنهم أدوات ملوثة لا يمكن معها إعادة التدوير والاستخدام لاحقًا”، متجاهلًا أوصافًا من معارضين تعتبره “بيدقًا بيد روسيا وإيران يتحرك على لوحة شطرنج”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :