عنب بلدي – العدد 114 ـ الأحد27/4/2014
وتكشف البرامج الانتخابية للمرشحين الحبكة الدرامية الفاشلة، إذ يُظهر الدكتور «النوري» حسًا وطنيًا عاليًا على طريقة «الممانعجيين العرب»، فيتساءل تارةً على صفحته في الفيسبوك «ما رأيكم بأن يكون لدينا يوم للجولان، مثل يوم القدس العالمي»!، ويتباهى تارة بشهاداته الوطنية والدولية، ويطرح جدلًا مسألة «الاهتمام بالريف» حتى لا تكون «نسبة الجهل والأمية والتخلف 100%»؛ ورغم أن التعميم خاطئٌ والنسبة مغلوطةٌ تمامًا، لكن الطرح يبيّن مقدار الانفصال عن الواقع من قبل «النخبة المثقفة» في عهد الأسد، علاوةً أن مرشحًا للرئاسة لا يدري ما هي إمكانيات الدولة التي يريد أن يحكمها.
بينما يحاول عضو مجلس الشعب «الحجار» الظهور بمظهرٍ حرٍ تعدّدي، حتى أنّه لا يردّ على إهانات مؤيدي الأسد الموجهة إليه أو لا يجرؤ حتى على حذفها، محاولًا التعاطف مع أهل حلب والدعاء لهم، فقد أفاق فجأةً لمعاناتهم رغم أنه لم يحرك ساكنًا طيلة فترة عضويته في المجلس.
بدورها رئاسة الجمهورية رحبت بـ «الجو الديمقراطي»، ما يبشّر بأن الانتخابات ستسير على أتمّ وجه، حتى أن أحد المرشحين سيطعن في نتيجتها ويطالب بإعادة فرز الأصوات مستقبلًا، لا ضير في ذلك، طالما أن الأمور تحت السيطرة بيد «المخرج» يسيّرها كيف يشاء.
أما بطل المسرحية الهزلية فيواصل حملته الانتخابية بدك المدن والبلدات السورية بـ «الصناديق المتفجرة»، لترتفع «القامة الوطنية العالية» فوق أشلاء بلدٍ منهكٍ بكل المقاييس.
لا فرق إذن لأيّ المرشحين سيصوت المواطن السوريّ المذبوح، إذ تصب كل الخيارات في سلة الأسد، بل ستضيف المشاركة في «العملية الانتخابية» لونًا من الشرعية على «الطبخة».