عنب بلدي – العدد 114 ـ الأحد27/4/2014
ألقى سلاح الجو السوري يوم الاثنين 21 نيسان قرابة الساعة 12 ظهرًا برميلًا يحوي مواد كيميائية، ما أسفر عن 133 حالة اختناق ووفاة طفلين مع أمهما.
وبعد سلسلة من الهجمات بالغازات السامة على ريفي دمشق وحماة، استهدف برميلٌ محمل بمواد كيميائية ألقي من الطيران المروحي بلدة تلمنس في ريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن حالات اختناق تم التعامل معها في المشافي الميدانية بريف معرة النعمان الشرقي باستثناء 6 حالات نقلت إلى المشافي التركية نظرًا لخطورتها.
وأفاد أطباء وناشطون بأن المادة الكيميائية المستخدمة هي غاز الكلور السام، فيما رجحت مصادر طبية أخرى عاينت الموقع بأنه غاز السارين المخفف، وهذا ما رجحه العميد زاهر الساكت، أحد الضباط المنشقين عن النظام والخبير بالأسلحة الكيميائية، وذلك في تصريح لقناة العربية، دون أن يشير إلى الأدلة التي استند عليها.
ورغم اختلاف الروايات حول ماهية الغاز، إلا أن جميع الحالات التي تعرضت للاختناق، ظهر عليها أعراض ضيق التنفس والغثيان والدوار الشديد، وأكدّ ذلك لعنب بلدي الطبيب بشار، أحد الأطباء الذين أشرفوا على معالجة الحالات، «معظم الحالات عانت من احمرار في العينين»، مرجحًا أن تكون «هذه الأعراض تدل بأن الغاز المستخدم هو الكلور»، وأضاف الطبيب موضحًا طرق الوقاية في هذه الحالات «والوقاية منه تكون بوضع قطعة قماش مبللة بالماء على مداخل جهاز التنفس، إضافة لخلع الملابس التي أصيبت، وإغلاق جميع النوافذ والأبواب، والصعود للطوابق العليا كون الغاز أثقل من الهواء وبالتالي يتركز على المناطق القريبة من سطح الأرض».
ولم يتوقف تأثير الغاز على البشر بل امتد ليشمل الحيوانات، حيث نفقت أعداد كبيرة من الماشية التي يربيها أهالي البلدة في محيط النقطة المستهدفة بالبرميل.
وقد استخدم هذا النوع من الغازات بنفس الأسلوب 5 مراتٍ خلال شهر نيسان الجاري، مرتين في كفرزيتا، بريف حماه ومرتين بالتمانعة بمدينة خان شيخون، والأخيرة في بلدة تلمنس في ريف معرة النعمان الشرقي.
وكانت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد مهدت لاستخدام الكيماوي على بلدة تلمنس، بعد استخدامه لأول مرة على مدينة كفرزيتا، حيث قالت الإخبارية السورية بأن «جبهة النصرة استخدمت الكيماوي بريف حماه وستقوم باستخدامه حول معسكر وادي الضيف»، فيما تعتبر البلدة (تلمنس) ساحة معارك تدور على أطرافها اشتباكات شبه يومية مع معسكر وادي الضيف.
من جهته نفى النظام السوري استخدامه لأي مادة كيميائية، ووجه أصابع الاتهام لما وصفهم «بإرهابيي قطر والسعودية»، وذلك في حديث صحفي لبشار الجعفري المندوب في الأمم المتحدة، بينما ردّت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها «تتأكد من استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي».
ومن الملاحظ أن الشارع السوري «يعاني من قلة الخبرة في التعامل مع المواد الكيماوية رغم خطورتها»، على حد تعبير أبو راتب، مدير قسم التثقيف الصحي في إحدى النقاط الطبية في مدينة معرة النعمان، ويضيف أبو راتب في حديثه لعنب بلدي «لاحظنا حالات الهلع والخوف بين الأهالي، وهو شعور طبيعي، لكن كثيرًا من المصابين لم يقوموا بأبسط التدابير الوقائية مما ضاعف عدد الحالات، وهذا الأمر يقع على كاهل المؤسسات والمنظمات الثورية التي لم نلحظ لها نشاطًا فاعلًا في هذا الخصوص».
يذكر أن منظمة الأمم المتحدة صرحت خلال الأسبوع بأن نظام الأسد تخلص من معظم أسلحته الكيماوية، متوقعةً نهاية المهمة في وقت قريب، لكن قوات الأسد ما زالت تستخدم أسلحة محملةً بالغازات السامة، وبلغ عدد الشهداء المتأثرين بها 20 مدنيًا منذ بداية العام وفق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.