آلاف المراجعين خلال خمس سنوات
مركز نفسي أهلي يقدّم خدماته لأهالي القامشلي
عنب بلدي – الحسكة
بدأت ربة المنزل ”م. م“ حياةً جديدة مع عائلتها، بعد أن عانت لأشهر من ضغوط الحمل، انتهت بولادتها لطفلها الخامس قبل خمسة أشهرٍ، وتقول لعنب بلدي إن عشرات الوساوس والأفكار السلبية، رافقتها خلال الفترة الماضية، وتخلصت منها بمساعدة مركز “سمارت” للصحة النفسية في القامشلي.
“أخاف أن أموت ويبقى أولادي يتامى بعد زواج والدهم”، هاجس رافق الأم، دفع أهالي قريتها، في القامشلي، إلى اعتبارها مريضة نفسيًا، ما فاقم حالتها، كما تصف، موضحةً “سمعت عن المركز من إحدى جاراتي ولم أتردد في زيارته“.
لطالما صاحب الخوف المريضة قبل موعد جلستها، وتشير إلى أن شهرين من العلاج بذل خلالهما المعالجون ”جهدًا كبيرًا“ أعادها إلى الحياة.
بدأ المركز العمل في القامشلي قبل نشاط المنظمات الدولية كاليونيسيف، ويُقدم استشاراته وخدماته مجانًا للمراجعين، بينما يحصل على مقابل مادي، لتدريب موظفي منظمات المنطقة، وفق إدارته. |
خمس سنواتٍ من العمل
تأسس المركز في أيلول 2012، وركّز بالدرجة الأولى على الصحة النفسية وبناء القدرات، من خلال أنشطة واستشارات نفسية للأطفال في القامشلي، والأهالي النازحين إليها، وفق إدارته.
ويقول مؤسس المركز الاختصاصي النفسي محمد علي عثمان، إن الإقبال عليه في الفترة الأولى، كان تحديًا بسبب ثقافة المجتمع وغرابة الفكرة على المنطقة، مشيرًا إلى أن “ثقة المستفيدين والسمعة الجيدة بينهم، زاد من الإقبال الذي فاق الإمكانات المتاحة”.
“الظروف جعلت الخدمات التي نقدمها ملحة، لأن الناس كما يحتاجون إلى الطعام والدواء والشراب، هم بحاجة إلى الدعم النفسي دائمًا”، وفق رؤية عثمان.
ولفت إلى أن المركز يستقبل حالات ومشاكل الأطفال السلوكية، من فرط النشاط والعناد وقلة الثقة واضطرابات النطق والتبول اللاإرادي وغيرها، إضافة إلى مشاكل المراهقين كضعف الدراسة وغياب الطموح والهدف، والروح المعنوية المنخفضة والمشاكل العاطفية.
ويؤكد أن الحالات التي قد تتطور إلى اكتئاب أو فصام، “يُحولها المركز إلى الأطباء النفسيين لتلقي العلاج النفسي والدوائي“.
أكثر من ثلاثة آلاف مستفيد
تخطت أعداد المستفيدين من المركز، منذ بدء عمله، حاجز ثلاثة آلاف شخص، وفق مؤسسه، ويشير إلى أن الأشهر التسعة الماضية، تضمنت 48 ورشة تدريبية، استمر بعضها لمدة 16 ساعة كحد أدنى، ووصل إلى 35 ساعة على مدار أيام.
أفراد وجمعيات محلية تدربوا خلالها الدورات، وبلغ عددهم أكثر من 720 شخصًا، منذ بداية العام الحالي، بينما استفاد 105 آخرون من الاستشارات النفسية، “حوالي 70% منهم راجع المركز مرة أخرى، والتزم بجلسات نفسية تخصصية مركزة”.
ويلفت عثمان إلى أن الهاجس حول إقناع الناس بفكرة المركز مع تأسيسه، تحوّل إلى أمل بعد تغيّر نظرة الناس إليه، “كان المراجعون يفضلون السرية في الزيارة، ولكن اليوم يأتي الزوج وزوجته والشابات والشباب وينتظرون دورهم للدخول”.
وترى إدارة المركز أن أحد أهم معايير تطور المجتمعات، يكمن في زيارة الناس للأطباء النفسيين في وقت الحاجة، “وهذا شيء إيجابي وليس عيبًا“.
“تعلّمت التفكير بطريقة جيدة“
تخرّجت المهندسة الزراعية ”ش. م“ قبل أكثر من سنتين، تقول إنها تعرفت على المركز عن طريق إحدى دورات اللغة، وهناك وجدت اختصاصيين نفسيين، ”رصدوا أفعالي السلبية واستخدموا أسلوب الحوار لتوضيح طبيعتها”.
“تعلّمت التفكير بطريقة جيدة خلال الجلسات”، تختم المهندسة حديثها، وتقول إن التعامل مع التوتر والضغوط النفسية شيء صعب، “ولكن الاعتماد على النموذج المعرفي يعلمك الكثير من الأشياء التي تُساعدك”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :