عنب بلدي – وكالات
شعارات انتشرت بين السوريين في الأيام القليلة الماضية حول قرب “انتهاء الحرب” و”تسوية سياسية” بين الأطراف المتنازعة، مستشهدين بتحليلات لسياسيين ومعارضين حول توافق الدول المعنية بالملف السوري على إنهاء سنوات الحرب والبدء بالمرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار.
معطيات دفعت الكثيرين للتفاؤل بقرب التسوية السياسية، منها انخفاض المواجهات بين قوات الأسد وفصائل المعارضة بعد اتفاقات مناطق “تخفيف التوتر” التي وقعتها الفصائل مع روسيا، خلال الأشهر الماضية، في مناطق درعا وريف حمص الشمالي وريف حماة والغوطة الشرقية، باستثناء منطقتي جوبر وعين ترما اللتين دخلتا ضمن الاتفاق، مؤخرًا، بحسب بيان “فيلق الرحمن” العامل في المنطقة.
وفد موحّد للمعارضة السورية
وإلى جانب اتفاقات “تخفيف التوتر”، تعيد المعارضة ترتيب أوراقها ورسم مظلتها، قبل البدء بجولة مفاوضات حقيقية مع وفد النظام في الجولات المقبلة من جنيف، وهذا ما دفع “الهيئة العليا” للمفاوضات إلى دعوة كل من منصتي القاهرة وموسكو إلى عقد مؤتمر ثان في العاصمة السعودية الرياض، لتوسيع قاعدة التمثيل.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه منصة القاهرة الحضور إلى الرياض، وبعد رفض منصة موسكو وطلبها نقل الاجتماع إلى جنيف في البداية، وافقت الأخيرة على الحضور بشكل مبدئي، بحسب ما أعلنه رئيس المنصة، قدري جميل، لصحيفة “الشرق الأوسط”، الذي أكد أن حضور المنصة يرتبط بشروط معينة، لم يحددها وإنما ينتظر الإجابة عنها.
ورجحت مصادر للصحيفة أن الضغوط التي تتعرض لها الأطراف قد تؤدي إلى تشكيل وفد واحد لكن لا يعني ذلك أنها ستكون موحّدة في الموقف، خاصةً فيما يتعلق بمصير رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي تصر الهيئة ألا يكون له أي دور في المرحلة الانتقالية.
دي ميستورا وأمل الحل
الحديث عن تشكيل الوفد الموحد دفع المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إلى تأجيل الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف إلى الشهر المقبل بسبب مرور المعارضة بمرحلة صعبة، بحسب تعبيره.
دي ميستورا قال، في مؤتمره الصحفي الخميس 17 آب، إن “تأجيل المفاوضات جاء بقرار شخصي لإتاحة فرصة مهمة للمعارضة من أجل إعادة تنظيم صفوفها، مشيرًا إلى حاجتها للوقت من أجل الوصول إلى مقاربة شاملة.
المبعوث الأممي أعرب عن أمله في انعقاد مفاوضات جنيف، منتصف أيلول المقبل، بعد محادثات الجولة السادسة من “أستانة”، التي أعلن عن إجرائها بداية أيلول بين الأطراف الراعية (تركيا وروسيا وإيران) إلى جانب النظام وفصائل المعارضة، من أجل بحث تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار.
الجولة الثامنة من جنيف ستكون ممهدة لانطلاق “جولة جدية” من المفاوضات قد تسهم في التوصل إلى اتفاق مبدئي بين الطرفين للتسوية السياسية، وهو ما كان لافتًا في تصريحات المبعوث الأممي الذي أشار إلى وجود تحولات نوعية في القضية السورية خلال الأشهر المقبلة، وأن “شهري أيلول وتشرين الأول المقبلين، سيكونان حاسمان في الأزمة السورية”، بسبب إجراء “مفاوضات جوهرية” بين طرفي النظام والمعارضة.