مع انطلاقة الموسم الكروي، تفتتح الأندية الأوروبية أولى بطولاتها بكأس السوبر المحلي، ويلتقي فيه أبطال الدوري مع أبطال الكأس، ينتزع أحدهما لقب الموسم المنصرم، ويبرهن عن جاهزيته للمقبل.
وتختبر الأندية في السوبر كفاءة اللاعبين والمدربين الجدد لخوض غمار المنافسة على الألقاب المحلية أو القارية، وتغدو المنافسة أصعب بعض الشيء مع تعزيز معظم الفرق الأوروبية صفوفها بلاعبين من طراز عال، يصعب من خلالها تخمين علو كعب أحدهم على الآخرين.
الملكي بطل السوبر الإسباني
للمرة العاشرة في تاريخه وعلى حساب غريمه التقليدي التاريخي برشلونة، تمكن ريال مدريد من سحق الكتيبة الكاتالونية بخماسية مقابل هدف وحيد في نتيجة مباراتي الذهاب والإياب، ظهر فيها أبناء زيدان على مستوى عالٍ من الجاهزية لسحق كل شيء في عالم الكرة الإسبانية والأوروبية، مع دكة بدلاء هي الأفضل في أوروبا، كما يرى محللون رياضيون.
في المقابل بدا برشلونة منهك القوى، مسلوب المخالب، فبعد مغادرة نيمار وغياب زعيم الوسط إنيستا، بقي ميسي وحيدًا يصارع ضعف مستوى المهاجم الوحيد سواريز الذي يبدو أنه لا يملك أي شيء يضيفه للفريق في الموسم الحالي، بالإضافة إلى خط دفاع مترنح، مع مطالبات من جماهير النادي الكاتالوني للإدارة بالرحيل بعد عجزها عن استقطاب أي لاعب على مستوى عالٍ ليسد النقص في الفريق ويعوّض اللاعبين الذين مازالت الإدارة تفرّط بهم موسمًا بعد آخر.
البي إس جي سوبر فرنسا
نجح باريس سان جيرمان بطل كأس فرنسا بقلب الطاولة على موناكو بطل الدوري، لتحقيق لقب كأس الأبطال (السوبر الفرنسي)، بعد الفوز بهدفين مقابل هدف وحيد في المباراة التي احتضنها ملعب طنجة الكبير شمال المغرب.
وتعتبر هذه هي المرة الخامسة على التوالي التي يحقق خلالها باريس سان جيرمان كأس السوبر، والسابعة في تاريخه، فيما يخسر موناكو النهائي الثاني له في المسابقة بعد نسخة 1960.
ويضم باريس سان جيرمان نخبة من اللاعبين على مستوى العالم، بقيادة كل من البرازيليين نيمار القادم من برشلونة بصفقة خيالية، وداني ألفيش القادم من اليوفي، إلى جانب الألماني دراكسلر وفيراتي الإيطالي والأورغواياني كافاني، ومن المتوقع أن يحدث البي إس جي مفاجأة من العيار الثقيل على مستوى القارة الأوروبية في الموسم المقبل.
كما يبدو موناكو منافسًا شرسًا لفريق العاصمة بكوكبة مميزة أيضًا من اللاعبين بقيادة كيليان مبامبي، اللاعب الذي تتنافس لشرائه العديد من الفرق الأوروبية.
البايرن زعيم ألمانيا
تمكن بايرن ميونيخ من الفوز بكأس السوبر الألماني للمرة السادسة في تاريخه على حساب دورتموند، في مباراة دراماتيكية تمكن فيها رجال إنشيلوتي من قلب الطاولة على أبناء دورتموند في عقر دارهم في الدقائق العشر الأخيرة وتحقيق التعادل، ليحتكم الفريقين إلى ركلات الترجيح.
يعتبر هذا التتويج السادس للبايرن في السوبر الألماني، وجاء بعد مرحلة تحضير صعبة مر بها الفريق وتعرض فيها لخسائر متتالية.
وبهذا يبرهن البايرن مجددًا أنه لا زعيم في ألمانيا غيره، ويبقى مهيمنًا على ذهب كرة القدم فيها.
كما يسعى لتكرار ذلك الموسم المقبل، بتشكيلة مستقرة متفاهمة ومدرب يتقن خوض غمار المنافسة على الكؤوس.
لاتسيو يفاجئ الطليان
تمكن لاتسيو من انتزاع اللقب من اليوفي، بطل الدوري الإيطالي، بعد أن تغلب عليه من مباراة السوبر بثلاثية مقابل هدفين.
اليوفي الذي أثبت علو كعبه في القارة الأوروبية وكاد رفاق بوفون أن يخطفوا لقب الشامبيونزليغ لولا تعثرهم في النهائي أمام الريال.
وتعتبر هذه المرة الرابعة التي يتوجه بها نادي لاتسيو بكأس السوبر الإيطالي، بينما يحتل اليوفي الصدارة بعدد ألقاب السوبر برصيد سبعة ألقاب.
أرسنال يحفظ ماء وجه مدربه
بتغلبه على تشيلسي بطل الدوري الإنكليزي، حفظ أرسنال ماء وجهه أمام جماهيره في نهاية الموسم، عندما حقق بطولة السوبر الإنكليزي، بعد إخفاق الفريق بتقديم أي شيء في البريميرليغ والتشامبيونزليغ.
فريق تشيلسي المدجج بالعديد من الأسماء، أبرزهم الإسباني كوستا والبلجيكي إيدين هازارد، يستقبل الكثير من العروض لشراء نجومه الذين يعول عليهم في كأس الأبطال الموسم المقبل، بيد أن المدرب الإيطالي أنطوني كونتي، القادم إلى النادي مطلع العام الماضي يأبى بيع أي لاعب من نجومه، وقد أكد في أكثر من تصريح أنه يرفض بشكل خاص بيع البلجيكي هازاد لبرشلونة.
بينما تمكّن رجال آرسن فينغر من إنقاذ موسمهم بالحصول على كأس السوبر الإنكليزي، او ما يسمى بالدرع الخيرية، الأمر الذي أرضى الجماهير عن أداء المدرب الأزلي للفريق.
وتسمى بطولة كأس السوبر في إنكلترا بالدرع الخيرية، لأن الاتحاد الإنكليزي يوزع عوائد المباراة، من أسعار التذاكر وحقوق البث التلفزيوني والبرامج المرافقة للمباراة، بين جميع أندية إنكلترا التي تشارك في كأس الاتحاد منذ الدور الأول، وعددها 124 ناديًا.
كما يشترط الاتحاد الإنكليزي على الأندية توزيع الأموال التي تحصل عليها على ثلاثة مشاريع خيرية وتنموية للمجتمع في المنطقة التي توجد فيها، بحيث يتم مراقبة عملية توزيع الأموال للمشاريع الخيرية في مختلف البلاد.
بنفيكا سوبر البرتغال
تمكن نادي بنفيكا من الظفر بكأس السوبر البرتغالي، بعد تغلبه على فيتوريا جيماريش، بهدفين مقابل هدف وحيد.
وقد توج بنفيكا بلقب الدوري البرتغالي للموسم الفائت، للمرة الرابعة على التوالي، وللمرة السادسة والثلاثين في تاريخه، وكان بنفيكا قد تغلب على جيماريش بخماسية نظيفة ضمن منافسات الدوري الفرنسي.
توج نادي بنفيكا، بالدوري البرتغالي هذا العام، ليصبح الدوري الرابع على التوالي، والسادس والثلاثين في تاريخ النادي، في صدارة ترتيب الأندية البرتغالية، يليه بورتو برصيد 27 بطولة.
هذه الأندية الأبطال في أقوى الدوريات المحلية في أوروبا تبشر بموسم كروي ممتع ومشوق، فالقارة تملك العديد من الأندية المدججة بأبرز الأسماء والكوادر الفنية والتدريبية، ولا يوجد ضعفاء على مستوى التشامبيونزليغ في النسخة المقبلة.
بينما يبقى ريال مدريد هو زعيم أوروبا، بهيمنته على كأس الأبطال، عندما تغلب على اليوفي ذهابًا وإيابًا، وعلى كأس السوبر الأوروبي في مباراة قاسية على الشياطين الحمر، والتي تمكن فيها زيدان من التغلب على مورينيو بهدفين مقابل هدف وحيد، ليحصد بذلك الريال جميع ذهب القارة في 2017.