ريف حماة – إياد عبد الجواد
لم تمنع الحرب السورية الصيادين من توجيه فوهات بنادقهم صوب الطيور النادرة والمهاجرة عبر سوريا خلال السنوات الماضية، ليدق ناقوس الخطر بانقراضها دون وجود قوانين تمنعهم من التفريط بهذه الثروة البرية التي اشتهرت بها سوريا.
وتعتبر سوريا مناخًا مناسبًا لكثير من الطيور، إذ وثق كتاب “الدليل الحقلي” للطيور ما يزيد عن 390 نوعًا من الطيور المهاجرة والعابرة والمقيمة والزائرة، ويبلغ عدد أنواع الطيور المهددة محليًا وعالميًا والتي تؤم سوريا 17 نوعًا، بحسب تقرير صحيفة “الثورة” الحكومية في تشرين الأول 2013.
طيور مهددة بالانقراض
ومن أهم الطيور المهددة بالانقراض في سوريا، بحسب قول الصياد مهند أبو علي في ريف حماة، لعنب بلدي، طائر الحسون، الذي يتم وضعه في أقفاص صغيرة بعد اصطياده من البر، بهدف ترويضه.
ودفع سعر الطائر، الذي يصل إلى 100 دولار تقريبًا، العديد من الصيادين إلى اصطياده، مع ذبح الأنثى والاحتفاظ بالذكر من أجل التهجين (تزويج) من نوع آخر.
ومن الطيور المهددة بالانقراض أيضًا، بحسب أبو علي، طائر “الفري” المهاجر، بسبب قلة عدده بالنسبة للسنوات الماضية، ويعود ذلك إلى طريقة صيده التي تتم عبر نصب الشباك ليلًا، ووضع مكبرات صوت وتشغيل صوت الطائر عبرها، ليهبط بعدها أثناء هجرته، فيقوم الصيادون بإطلاق النار عليه وقتله.
ومن الطيور المحلية المهددة بالانقراض، والتي لا تهاجر إلى مسافات طويلة وتقتصر على الهجرة الداخلية، طائر “ططوة” الذي يعيش في المناطق المائية على ضفاف المستنقعات والأنهار ويتغذى عليها.
وتسهم قلة الأمطار والمساحات المائية، كانخفاض مستوى المياه في سد قسطون في سهل الغاب، بتهديد وجود الطائر، إضافة إلى ممارسات الصيد العشوائية.
قوانين صارمة للحماية
أبو علي، اعتبر أن حماية هذه الأنواع من الطيور تتم بالحد من انتشار شباك الصيد، ووضع قوانين صارمة بهذا الشأن تضبط وتردع الصيادين.
في حين قال رئيس المجلس المحلي لقرية قبر فضة، عبد المعين أبو أحمد، لعنب بلدي، إنه يجب إيقاف الصيد في موسم تفريخ الطيور بشكل كامل، وتنظيم مناطق الصيد لاستمرارية التفريخ واستمرار بقاء أنواع من الطيور، داعيًا إلى إقرار قانون منظّم يردع الصيادين.
لكن في الوقت نفسه استبعد إمكانية تحقيق ذلك بسبب الظروف الحالية، قائلًا “قانون حماية الطيور له منظمات خاصة به، وفي سوريا لا يوجد مثل هذه المنظمات بسبب عدم وجود بيئة آمنة ومناسبة لعملهم”.