عنب بلدي – خاص
يتوزع أبناء قبيلة “البكارة” في معظم الأراضي السورية وفي دول الجوار، ومع التشتت الذي عانت منه القبيلة وتعدد الجهات التي تسيطر على المناطق التي تنتشر فيها، برز تشكيلٌ جديد تحت مسمى “مجلس قبيلة البكارة في الشمال السوري”، ليبدأ بجمع شتات عشائرها وأبنائها.
وأطلق المجلس الجديد، في خطوة هي الأولى من نوعها، مكاتبَ جماعية وفردية، في 12 آب الجاري، في قرية ثليجينة جنوب حلب، وجمع أعيان القبيلة ومثقفيها وشخوصها، في أرياف حماة وحلب، وعموم محافظة إدلب تحت مظلته.
بعد التصويت ضمن مجلس الأعيان، اختير رئيس “مجلس البكارة” ونوابه وأمين السر، كما انتخب أعضاء
ينتشر أبناء وعشائر “البكارة” في قرى يصل عددها إلى 176 قرية.
وتضم القبيلة 29 عشيرة، منتشرة في أرياف حماة الشمالي الغربي والشرقي، وحلب الجنوبي والغربي، إضافة إلى عموم محافظة إدلب، وتحديدًا في سهل الروج وحارم وسلقين وجبل الزاوية، وسهل الغاب غرب حماة. ويتوزع الآلاف في كل من دير الزور والحسكة، وأكثرهم في تل أبيض، ضمن ما يُسمى “خط البكارة”، الذي تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عليه. كما ينتشر آخرون من أبنائها في كل من العراق وتركيا والأردن ولبنان (طرابلس وسفيرة). |
ورؤساء المكاتب من كل قرية أو عشيرة لتمثيلها في المجلس، وفق رئيسه الشيخ نامس الدوش.
وجاءت الخطوة بعد عقد المؤتمر التأسيسي للمجلس، قبل حوالي 15 يومًا، والذي نتج عنه تأسيس تسعة مكاتب جماعية وخمسة فردية، ويقول الدوش إنها جاءت في إطار دعم الثورة السورية، والتأكيد على أنه “لن يستطيع أي شخص جرّ القبيلة إلى النظام أو إيران كونها من نسب الإمام محمد الباقر”.
يرأس الدوش المجلس إلى جانب ثلاثة نواب وأمين سر ضمن المكاتب الفردية، بينما تتوزع المكاتب الجماعية على كلٍ من: السياسي، الطبي، الدعوي، العسكري، الإعلامي والعلاقات العامة، القانوني، التربوي، الخدمي، والتوثيق والدراسات.
ويؤكد رئيس المجلس أنها تضم جامعيين وأطباء مايزالون على رأس عملهم كمديري مستشفيات في المنطقة.
ويوضح رئيس المجلس، أن المكتب السياسي يضم سياسيين وأعضاء من الحكومة المؤقتة، يرأسهم معاون وزير التربية جمال شحود، كما يضم المكتب العسكري ضباطًا من أبناء القبيلة في “الجيش الحر”، وعسكريين من فصائل مختلفة كـ “أحرار الشرقية” و”جيش العزة” ومنهم في “هيئة تحرير الشام”.
مهمة المكتب العسكري تكمن في جمع أبناء القبيلة كأفراد، والتنسيق عسكريًا، إضافة إلى مقاربة وجهات النظر في حال حصلت خلافات بين الفصائل، بحسب الدوش.
عمليات إحصاء أبناء القبيلة بدأت
وبدأ مكتب التوثيق والدراسات في المجلس عمله، بإحصاء أبناء القرية ضمن التكتلات القبلية، وإعداد قوائم بأسماء الرجال و”الشهداء” والأسرى، في إطار برنامج عمل في جميع المناطق شمال سوريا.
ويقول رئيس المجلس الجديد المنتمي لعشيرة “البوشمس”، إنه يضم الآلاف من أبناء المنطقة الشرقية المهجرين إلى الشمال السوري، مقدرًا أعدادهم بأكثر من خمسة آلاف شخص.
وأصدر المجلس في مؤتمره الأول بيانًا تبرأ فيه من نواف البشير، بعد أشهر من بيان مشابه صدر عن 74 شخصية من “البكارة” من ضمنهم الدوش، الذي يقول إن المجلس لا يعترف بالبشير وغيره من أبناء القبيلة، الذين “انجروا نحو دعوات التشيع أو عادوا إلى حضن النظام السوري”.
وكانت مصادر متطابقة اطلعت عليها عنب بلدي أشارت إلى أن نواف البشير، وهو زعيم “البكارة” في سوريا، بدأ بتشكيل ميليشيا جديدة تقاتل إلى جانب قوات الأسد مطلع العام الجاري، أي بعد عودته إلى مناطق سيطرة النظام السوري وتسوية وضعه من بوابة طهران.
تنتمي عشائر مختلفة لقبيلة “البكارة” أبرزها: الهلامية، العبد الكريم، المشهور، البوعرب، البورحمة، العبد جادر، العلي، الديري، البوبدران، البوصالح، البو غيث، البوشمس، الحمد العابد، الخنجر. |
نجح النظام الإيراني بتشييع بعض القرى في محافظة الرقة قبل الثورة، وفق الدوش، الذي يرى أنه استطاع “شراء بعض النفوس الضعيفة”.
ويلفت إلى أن المشاريع المستقبلية للمجلس مستمرة تدريجيًا، بهدف زيادة لحمة القبيلة من خلال جسم يحل مشاكلها، “وهذا ما بدأنا عليه لحل النزاعات بين أبناء القبيلة أو مع أبناء المناطق الأخرى، من خلال لجان المصالحة، المنبثقة عن مكتب العلاقات العامة”، مشيرًا إلى أن المجلس سيرعى مشاريع خدمية لأبناء القبيلة والقرى المجاورة.
يرى بعض أبناء القبيلة، الذين استطلعت عنب بلدي آراءهم، أن الخطوة ضرورية في المرحلة الحالية، وخاصة مع انجرار المئات منهم نحو “التشبيح” والعمل إلى جانب النظام السوري.
ويقول العميد أديب الشلاف، قائد شرطة حلب “الحرة” وأحد أبناء “البكارة”، إن المؤتمر “خطوة في إطار التأكيد على أن أبناء القبيلة ينتمون إلى الطائفة السنية (…) نأسف لأننا نضطر للحديث بهذا الشكل ردًا على جر القبيلة إلى التشيّع”.
ويؤكد أن تشكيل المجلس “أفضل رد على نواف البشير”، داعيًا إلى أنه “يجمع أبناء القبيلة ولكن ليس على أساس العشائرية، فنحن سوريون ومن أبناء الثورة، بعيدًا عن التحزبات أو التكتلات”.