ليان الحلبي – حلب
بالتزامن مع استمرار حملة البراميل العنيفة على أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، والتدمير الممنهج لأحيائها السكنية والصناعية، مسفرًا عن مقتل عشرات الشهداء يوميًا هناك، تعيش في الطرف الآخر الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة قوات الأسد ظروفًا معيشيةً وأمنية صعبة، خصوصًا مع انقطاع الكهرباء المستمر واستهدافها بقذائف الهاون يوميًا.
فقد شهدت منطقة جمعية المالية وما حولها في حي الزهراء حركة نزوح كبيرة للسكان، نظرًا لوقوعها على خطوط الاشتباك بعد الهجوم الأخير (منذ قرابة الشهر) لكتائب المعارضة على جبهة الجوية المحاذية للمنطقة، وسيطرتها على مناطق جديدة قريبة من مبنى الجوية ودوار المالية.
إضافة لإخلاء قوات الأسد للعديد من البيوت القريبة من المنطقة تحت ذريعة أنها «مناطق غير آمنة»، ليبدأ مقاتلو الأسد وشبيحة المنطقة بسرقة البيوت الخالية من أصحابها، ما حدا بالمؤيدين لنظام الأسد من أبناء المنطقة بتوجيه نداءات استغاثة عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجًا على ما يحدث في بيوتهم ومناطقهم، بينما زادت حالات القنص المتكررة في معظم شوارع الزهراء مع قطع بعض الطرق فيها لـ «أسباب أمنية».
أما باقي أحياء حلب الغربية التي تبعد قليلًا عن خطوط الاشتباك فقد أصبحت مستهدفةً بالقذائف يوميًا، موقعة العديد من الشهداء إضافة لأضرار مادية كبيرة، وقد اعتبر يوم الخميس 17 نيسان يومًا مأساويًا بامتياز، إذ بلغ عدد الشهداء بالقذائف لوحدها 42 شهيدًا بالإضافة لعشرات المصابين.
وقد اتهم الناشطون كتائب «شهداء بدر» السيئة السمعة، بالوقوف وراء هذه القذائف المقصودة على المدنيين، ونظموا حملات على مواقع التواصل الاجتماعي ضد «خالد حياني» قائد هذه الكتائب، مطالبين «غرفة عمليات أهل الشام» باتخاذ الإجراءات الصارمة تجاهه ومحاسبته لإيقاف هذه القذائف فورًا.
من جهة أخرى تعيش محافظة حلب وريفها انقطاعًا كاملًا ومتواصلًا للتيار الكهربائي منذ تاريخ 19 نيسان حتى اليوم، وذلك بعد إعلان الفصائل العسكرية لقوات المعارضة والهيئة الشرعية في حلب في بيان لها، توضح فيه أنها ستقطع الكهرباء عن كامل المحافظة من خلال خط الزربة إلى أن «تتوقف قوات الأسد عن القصف العشوائي والممنهج بالبراميل على أحياء حلب المحررة، وتفك الحصار عن حمص القديمة والغوطة الشرقية» بحسب البيان.
تلا هذا البيان إعلان تنظيم «داعش» عن قطع الماء عن كامل محافظة حلب عن طريق «الخفسة»، وبالفعل انقطعت المياه عدة أيام متواصلة عن المدينة إلى أن تدخّل فريق الهلال الأحمر للتوسط مع «داعش»، وتم الاتفاق على إعادة ضخ المياه إلى المدينة، واستطاع الهلال الأحمر يوم الخميس 24 نيسان إدخال صهاريج المازوت لمؤسسة المياه في منطقة سليمان الحلبي، مع إدخال لوازم استمرار المضخات بعملها رغم انقطاع الكهرباء، لتبدأ المياه بالعودة تدريجيًا إلى أحياء حلب.
ويقضي أهالي الأحياء الغربية معظم لياليهم على وقع الاشتباكات بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة على جبهتي الجوية والراموسة، إضافة لتحليق مستمر وكثيف للطيران الحربي مترافقًا بالقصف الصاروخي أو بالبراميل على محيط مناطق الاشتباكات، بانتظار ما تخبئه الأيام القادمة في حال اقتحمت قوات المعارضة هذه الأحياء.