اتفاق “الفيلق” وروسيا يفشل بكبح حملة الأسد العسكرية

  • 2017/08/20
  • 12:06 ص

- شباط 2016 - (afp)مقاتلون من فيلق الرحمن يقفون على مشارف العاصمة دمشق -

عنب بلدي – خاص

انضم حي جوبر الدمشقي إلى مناطق “تخفيف التوتر” ووقف إطلاق النار، بموجب اتفاق وقّعه فصيل “فيلق الرحمن”، العامل في المنطقة، مع الجانب الروسي، وذلك بعد حملة عسكرية لقوات الأسد والميليشيات المساندة له دخلت شهرها الثالث، وتكبدت فيها عشرات القتلى، دون إحراز أي تقدم عسكري على الأرض.

وجاء الاتفاق بعد أسابيع من الاتفاق الذي وقّعه فصيل “جيش الإسلام” مع روسيا أيضًا، والذي ضمن وقفًا تامًا لإطلاق النار في المناطق التي يسيطر عليها، بعيدًا عن مناطق سيطرة “الفيلق” و”هيئة تحرير الشام”.

وبالنظر إلى المشهد الميداني، أثبتت كمائن وخطط حرب الشوارع التي اتبعها “فيلق الرحمن” في المنطقة نجاعتها على مدار الحملة، وربطها ناشطون بالاتفاق الحالي، فكانت وسيلة ضغط حوّلت الواقع العسكري لغير مصلحة قوات الأسد.

ماذا يتضمّن الاتفاق؟

في حديث لعنب بلدي مع الناطق الرسمي باسم “الفيلق”، وائل علوان، أوضح أن اتفاق وقف إطلاق النار تم توقيعه بين ممثلي “الجيش السوري الحر” (فيلق الرحمن)، وممثلي دولة روسيا الاتحادية بعد مفاوضات استمرت ثلاثة أيام في مدينة جنيف السويسرية.

وقال إنه دخل حيّز التنفيذ في الساعة التاسعة من مساء الجمعة 18 آب الجاري، وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن الفصيل انضم إلى الهدنة.

وأضاف علوان أن الاتفاق ينص على وقف إطلاق النار بشكل حازم بكافة أنواع الأسلحة، ويشمل جميع المناطق التي يسيطر عليها “الجيش الحر” في حي جوبر بالغوطة الشرقية.

كما ينص على فك الحصار عن الغوطة الشرقية، وإدخال جميع المواد الأساسية التي تحتاجها الغوطة الشرقية دون أي إعاقات أو ضرائب أو أتاوات، ويهتم بإطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين من الأطراف المعنية بهذا الاتفاق.

ولا يختلف الاتفاق الجديد عن سابقه الموقّع من طرف “جيش الإسلام” بوساطة مصرية، والذي تضمّن تسيير قوافل إنسانية إلى مدن الغوطة الشرقية، وإخراج أول دفعات من المصابين والجرحى.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية حينها أن الاتفاق رسم حدود منطقة وقف التصعيد في الغوطة الشرقية، وحدد مواقع انتشار قوات الفصل والرقابة في الغوطة وصلاحياتها، كما رسم خطوط إيصال المساعدات الإنسانية وممرات عبور المدنيين.

غازات سامة تخرق الاتفاق

ولم تمض ساعات على إعلان الاتفاق حتى استأنفت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها قصف الأحياء السكنية في حي جوبر وبلدتي عين ترما وزملكا المجاورتين.

وقال مدير المكتب الإعلامي لـ “الفيلق”، موفق أبو غسان، في 19 آب، إن قوات الأسد استهدفت حي جوبر بقذيفة تحوي مواد سامة، ما أدى لإصابة أربعة أشخاص بحالات اختناق تم توثيقها من قبل مكتب جوبر الطبي.

وأضاف علوان لعنب بلدي أن الاستهداف تبع توقيع الاتفاق فورًا، وطال أيضًا مدينة زملكا وبلدة حمورية، وقتل إثره ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة، وجرح العشرات، إضافةً إلى عشرات القذائف الموزعة على بلدات سقبا وكفربطنا وعين ترما.

بينما قالت وسائل إعلام النظام إن “الجيش السوري نفّذ رمايات مدفعية متقطعة على مواقع المجموعات المسلحة على محور جوبر عين ترما”، دون أن تعلّق على الاستهداف بالغازات السامة.

وأوضح “أبو غسان” أن “الفيلق” التزم ببنود الاتفاق على كافة الجبهات العسكرية، ووقف إطلاق النار المتفق عليه.

الفيلقيناور سياسيًا

واعتبر علوان أن خرق قوات الأسد للاتفاقيات الموقّعة ليس جديدًا، إذ لم تلتزم بالاتفاقيات السابقة التي شملت الغوطة الشرقية، سواء اتفاق أنقرة أو مخرجات “أستانة”.

وأوضح أنه “من المتوقع عدم التزام قوات الأسد بالاتفاق وعدم جدية الروس أيضًا”، مشيرًا إلى أن “الفصائل تناور في المسار السياسي وأروقة المفاوضات الدولية وسط صمت كامل من المجتمع الدولي”.

وقال “نقوم حاليًا بتوثيق جميع الانتهاكات، وسنقوم بإبلاغ الجانب الروسي والضامنين لأستانة سابقًا والأمم المتحدة”.

إلا أنه ورغم ذلك، يقدّم الروس مبررات، ولا يتعاملون بجدية مع الانتهاكات الموثقة، بحسب علوان.

وبالإضافة إلى البنود المنشورة، أوضح الناطق الرسمي أنه من المفترض أن تنشر نقاط مراقبة روسية على طول حدود الغوطة الشرقية من جانب مناطق سيطرة النظام، دون الدخول إلى مناطق المعارضة.

وأضاف أنه “لا يوجد جدول زمني للتطبيق، ويجب أن يبدأ العمل بالبنود مباشرة مع دخول الاتفاق حيّز التنفيذ”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا