تدخلت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، في قضية إيقاف دقات جرس ساعة “بيغ بن” في لندن لمدة أربع سنوات بسبب الصيانة، بعد أن تحوّلت إلى أزمة سياسية صغيرة.
وتمنت ماي أن ينظر رئيس مجلس العموم، على نحو عاجل، في هذا الأمر لضمان سماع بيغ بن على مدى الأربع سنوات.
إعادة النظر في المدة
وردّ ناطق باسم البرلمان أن لجنة مجلس العموم ستعيد النظر في المدة التي ستتوقف فيها الأجراس عن العمل، بعد أن عبر عدد من النواب عن قلقهم، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس”.
وأقرّ البرلمان في وقت سابق مشروع صيانة برج إليزابيث الذي يحمل الساعة، لكن مدة وقف الأجراس لم تكن محددة حينها.
وكان سياسيون عبّروا عن استيائهم قبل ماي، مثل وزير شؤون البريكسيت ديفيد ديفيس، الذي وصف القرار بـ “الأحمق”، بينما وصف النائب جميس غراي ورشة الصيانة بـ “المجنونة تمامًا”.
وبالإضافة إلى البيان الرسمي الذي أصدره البرلمان، قال المتحدث إنهم متأكدون من عودة الساعة كحارس لوقت الأمة في أسرع وقت ممكن.
وكان من المفترض أن تقرع أجراس بيغ بن لآخر مرة يوم 21 آب، قبل أن تبدأ أعمال صيانة البرج التي تُرفع عليه الساعة.
لماذا توقف الأجراس؟
ويأتي قرار إيقاف قرع الأجراس حمايةً لسمع العمّال في الصيانة، إذ تبلغ قوة قرع الأجراس 120 ديسيبل، في حين يكفي شدّة يتجاوز قدرها 85 ليفقد الإنسان سمعه.
ورفض القائمون على المشروع اقتراح قرع الأجراس خارج ساعات عمل الصيانة، واصفين ذلك بهدر المال العام، لأن تشغيل نظام الأجراس ووقفه يحتاج إلى نصف يوم.
وسبّبت نفقات تجديد البرج التي تصل إلى 31 مليون يورو، موجة انتقادات شعبية ترى أنه من الأولى تخصيص هذه الأموال لمشاريع الإسكان.
159 عامًا من الخدمة
انتهت شركة “وايتشابل بيل فاوندري” من صناعة جرس “بيغ بن” عام 1858، بوزن يزيد عن 13 طنًا.
وتتولى مطرقة ضخمة وزنها 200 كيلوغرام قرع أكبر الأجراس في بريطانيا، منذ 159 عامًا.
وتعرض الجرس الرئيسي لشقوق بعد شهرين فقط من دخوله الخدمة.
ويعود اسم “بيغ بن” إلى اختصار اسم وزير الأشغال البريطاني، بنيامين هول، الذي أشرف على بناء الساعة، وكان جسده ضخمًا.
الساعة التي تعتبر من أهم ساعات العالم وأدقها، تأخّرت لمدة أربع دقائق ونصف عام 1949، بسبب وقوف عدد كبير من الطيور على عقرب الدقائق.
وتوجد شروط وطنية لزيارة الساعة من الداخل، إذ تقتصر على حاملي الجنسية البريطانية، وبمرافقة أحد نواب البرلمان.
وفي عام 1923 نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، صوت دقات جرس “بيغ بن” لأول مرة عبر الراديو.
وبعد 77 عامًا سمحت السلطات بنقل حي ومباشر للساعة، أثناء الإعلان عن بداية الألفية الثانية.
وفي عام 2012 تم استبدال اسم البرج الذي تقوم عليه الساعة من “برج لندن” إلى “برج اليزابيث”، بمناسبة مرور 60 عامًا على اعتلاء الملكة اليزابيث للعرش.
ويضم مكان البرج البرلمان البريطاني داخل قصر تاريخي يدعى “ويستمنستر”، وحين تستمر جلسة برلمانية في القصر بعد فترة النهار يُضيء برج الساعة بلون أخضر.
لذلك اعتبر المتحدث الرسمي باسم البرلمان أن دقات الساعة جزء رئيسي من الحياة البرلمانية، مشيرًا إلى أنهم يسعون لإنجاز أعمال الصيانة بكفاءة، مع الحفاظ على سلامة العمّال.
–