الحمى التيفية.. مرض معد يصيب كل الأعمار

  • 2014/04/27
  • 6:18 م
الحمى التيفية

Image Source: Canva

د. أكرم خولاني

واحدة من أقدم الأمراض التي لازمت وجود الإنسان على كوكب الأرض، ومع ذلك لم تتم السيطرة عليها بسبب ظروف الفقر والفوضى التي تضرب معظم أنحاء العالم، وهذا ما حدث في الكثير من المناطق السورية التي عانت من الحصار كالغوطة الشرقية وغيرها، وما رافق ذلك من تردي الظروف الصحية مما أدى لانتشار الحمى التيفية بشكل واسع أشبه ما يكون بالوباء.

ما الحمى التيفية

الحمى التيفية (التيفوئيد) أو الحمى المعوية، وهي مرض معد حاد، ينجم عن جرثومة السالمونيلا التيفية التي تستقر في الكبد والمرارة والطحال والدماغ ونقي العظم، وهي تصيب مختلف الأعمار إلا أنها تنتشر عند الكبار أكثر من الأطفال.

كيف تحدث العدوى؟

تنتقل جراثيم السالمونيلا التيفية عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث ببراز أو بول شخص مصاب أو حامل للمرض (والحامل للمرض هو شخص أصيب ولم يعالج أو عولج ولكن بقيت الجراثيم مخزنة لديه وتطرح مع برازه).

ويحدث ذلك نتيجة تناول الفواكه والخضراوات النيئة غير المغسولة بشكل جيد، أو تناول منتجات الحليب غير المغلية أو الملوثة من أيدي العاملين، أو شرب الماء الملوث من تسريب شبكات الصرف الصحي، أو تناول طعام ملوث بالجراثيم عن طريق الذباب.

وقد تحدث العدوى من اليد إلى الفم عند لمس مرحاض ملوث وعدم غسل اليدين جيدًا بعد الخروج.

ما أعراض وعلامات الإصابة؟

يبدأ ظهور الأعراض بعد التقاط الجرثوم بفترة أسبوع إلى أسبوعين، وهي تأتي تدريجيًا وتشمل: ارتفاع حرارة تدريجي (خلال 7-10 أيام) وخاصة في المساء والليل، الإقياء، نقص الشهية، خمول وتعب وآلام معممة، آلام بطنية شديدة، تورم مؤلم في الغدد اللمفاوية، إسهال، طفح جلدي (بعد 3-5 أيام من الحمى) عابر يظهر على الصدر بشكل نقط وردية، براز مدمى، قشعريرة، ضخامة طحال (في اليوم 7)، وقد يحدث إمساك، تورم واحمرار الأصابع عند الأطفال، وقد يحدث هذيان (في الأسبوع الثالث) ويصبح المريض طريح الفراش وتهدد حياته في هذه المرحلة.

في الأسبوع الرابع قد يبدأ التحسن التدريجي فتبدأ الحرارة بالهبوط، ويستمر المرض عادة ما بين 4-6 أسابيع.

ما طرق تشخيص الإصابة؟

يتم التوجه سريريا عن طريق الأعراض والعلامات التي ذكرناها، وهناك علامة مميزة هي بطء القلب مع ارتفاع الحرارة (عكس ما يحدث عادة؛ حيث يزيد ارتفاع الحرارة من سرعة القلب).

أما مخبريًا فيلجأ إلى عدة طرق:

  • اختبار فيدال وهو الأكثر استخدامًا.
  • زرع عينة من الدم (في الأسبوع الأول) أو من البراز (في الأسبوع الثاني) أو من البول (في الأسبوع الثالث للإصابة) لعزل جرثوم السالمونيلا وهي المعيار الأفضل للتشخيص.
  • زرع عينة من نقي العظم وهي أفضل عينة لتأكيد التشخيص لأنها تظهر الجرثوم حتى لو كان المريض يستخدم المضادات الحيوية.

كيف يتم العلاج؟

يموت 10-20% من المصابين في حال لم يقدم لهم العلاج المناسب، ويعتمد العلاج على الراحة وتعويض السوائل إضافة للعلاج الدوائي الذي يستمر 10-15 يومًا، ويشمل:

  • تعطى خافضات الحرارة متل السيتامول أو البروفين.
  • تعطى المضادات الحيوية الفموية مثل الباكتريم (للأطفال) أو السيبروفلوكساسين (للبالغين).
  • يعطى السفترياكسون وريديَا في الحالات الشديدة مع سوء الحالة العامة.
  • يعطى الكورتيزون عند وجود اختلاطات عصبية.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالحمى التيفية؟

  • الاهتمام بالنظافة الشخصية وقواعد الصحة العامة؛ التخلص الصحي من البول والبراز وصيانة شبكات الصرف الصحي، غسل اليدين جيدا بعد الخروج من المرحاض وقبل تناول الطعام، غسل الخضار والفواكه جيدا بالماء والصابون، غلي الحليب ومشتقاته،استخدام الماء النظيف للشرب وغليه عند الشك بنظافته، حفظ الأطعمة في أماكن مغلقة بعيدًا عن الذباب.
  • إعطاء المسافرين لقاح الحمى التيفية إذا كان هناك احتمال لتعرضهم للإصابة.

مقالات متعلقة

  1. أوبئة جديدة تتفشى في ريف دير الزور وصعوبات في مواجهتها
  2. إثر تلوث مياه الشرب.. مئات الحالات مصابة بالتهاب الكبد الوبائي بدرعا
  3. "السالمونيلا" ينتشر في أوروبا بسبب "بيضة كيندر"
  4. مع بدء العام الدراسي.. ما أشيع الأمراض التي تنتشر بين طلاب المدارس

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية