قرآن من أجل الثّورة 114
أسامة شماشان – الحراك السّلمي السّوري
- الدعاء
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (سورة البقرة، 186). فيما يخص الدعاء هناك نقطة دقيقة خلاصتها أن الدعاء وسيلة، والدعاء أيضًا غاية، هو وسيلة لأنه سلاح بيدك، أما كيف هو غاية أيضًا لأنك لمجرد أن تدعو الله وتتصل به فأنت أسعد الناس. فإذا كان إقبالك على الدعاء ضعيفًا، يخلق الله لك حاجة عنده من أجل أن تدعوه، فإذا دعوته اتصلت به وسعدت بقربه.
ماذا فعلت؟
{الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ} (سورة الانفطار، 07). أكبر سؤال يجب أن نسأل أنفسنا عنه، ماذا فعلت من أجل ربي؟ ماذا فعلت إرضاء لربي؟ الذي قدم لنا الوجود، قدم لنا الحواس الخمس، قدم لنا العقل، قدم لنا الأعضاء، قدم لك بيتا، وأولادًا ومكانة، أمدك بكل ما تحتاج ثم هداك إليه … فأنت ماذا قدمت؟ وما الذي فعلته ليكون العالم مكانًا أفضل لك ولبقية الناس؟
- السلام الداخلي
{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} (سورة التوبة، 51). المؤمن في سلام داخلي مع نفسه، لن تجد عنده مفارقات وأخبارًا صاعقة. كما أنّه لا يلوم النّاس دون أن يتأكد من ظروفهم وأحوالهم. حدثني صديق أنه ذات مرة دعاهم أحد الإخوة لمزرعة وقال له: هذه مزرعة عمي وبينما نحن في المزرعة دخل عمه ولم يسلم على الموجودين جميعًا وكان عددهم ثلاثون رجلًا، ولكنني ضقت ذرعًا من تصرفه هذا؟! فقال لي هذا الأخ: عمي حضر توًا من المشفى حيث كان يقوم بتكرير دمه وغسل كليتيه، فلا تؤاخذه على تصرفه فهو لم يعد يرى بعينيه من كثرة الألم والغسيل كل أسبوع مرة، يمشي دون أن يرى أحدًا أو يحس بأحد فالهم حجبه عن الناس كلهم. وكما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام «من أصبح معافى في جسده آمنًا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :