داريَّا تنتظرُ قمرها لِيطِلَّ عليها من جديد «رسالة إلى حرة من حرائر داريا خلف القضبان»
جريدة عنب بلدي – العدد الثامن عشر – الأحد – 3-6-2012
داريَّا تنتظرُ قمرها لِيُطِلَّ عليها من جديد، كما يُطلُّ الهلال معلنًا فرحة العيد…
صديقتي…. الأرضُ اشتاقت للقياكِ… والشوارع حنَّتْ لتلك الخُطى… وقلوبنا عطشى ببعدكِ… ولكن يبقى فينا الأمل… فالشمس ستشرقُ والليل سيزول والحق سَينْطُق والمظلوم سَينُول…
أُختاه… أعلمُ مقدار تضحيتك… وأعلمُ ما تعانينه الآن في غربة سجن الظلم… فكلَّما أتذكرُ ذلك تتصاعد الآهاتُ من صدري وتقطرُ الدموع من عينيّ … وأحسُ بأنفاسي الساخنة التي تكاد تتوقفْ…
ولكن في هولِ كلِّ ذلك… أتذكركِ وأتذكَّر كلَّ لحظة قضيتها معكِ…فلطالما خرجنا معًا في رحلةِ بحث عن شيء اسمه «وطن»… ولطالما جلسنا ساعات نرسمُ حُلمنا في سوريا المستقبل… وأتذكر قلبك الطيب… وابتسامتك التي تشع بالأمل والتفاؤل…
أُختاه…. اشتقتُ لعودتكِ… لنكمل معًا ما بدأناه… فعودي لأجلِ ما خرجنا لأجله وطلبناه… عودي لتقصِّي علينا قصة الصبر والعزم والثبات… عودي لنزيل غمامة الظلم الرمادية… عنَّا وعن سوريا الأبية… ولنكمل أنشودة الحرية….
نعم… كلُّ ما نقدِمُه لِأجلكَ يا وطني… كتبنا فيك أجمل الكلام… سطّرنا تاريخك بتضحياتنا وغنّينا هواك والارتحال… فتّشنا عنكَ في رحاب الدنيا في زمن الغياب… رسمناكَ بأقلامنا وطنًا وتتمايلُ بوجدانِنا أحرفُ اسمِك…
صديقتي… مرَّت علينا القصص… بكينا..تألمنا… شعرنا بمعاناة من مرَّ بها… أيامٌ صعبة عشناها وسَنعِيشُها… ولحظاتُ انتظار طالتْ وتطول… ولكن يبقى أملنا بربِّ الرَّحمةِ كبير … ولن ينتهيَ مادامَ فينا قلبٌ ينبضْ…
أُختكِ الَّتي تطلبُ الحريَّة لسوريا ولكِ….
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :