عنب بلدي – العدد 113 ـ الأحد20/4/2014
وبين الجد وما أمكن من هزل، استعاد السوريون ذكرى الاستقلال بشيء من الندامة والأسف على ما فعلوه حين طردوا المستعمر الفرنسي عن البلاد، فما فعله النظام السوري بالبلاد لم يفعل معشاره أي محتل جاء على سوريا منذ بدء الخليقة.
يحدث هذا في الوقت الذي أعيد فيه انتخاب «نصف ميت» ليكون رئيس بلد قدمت مليون شهيد في سبيل استقلالها عن ذات المستعمر الذي حكم سوريا لفترة من الزمن. الشعب الذي قدم مليون شهيد لجلاء المستعمر، هو الآن يقدم ملايين أخرى في عرض البحر الأبيض المتوسط هاربين من بلاده إلى بلاد مستعمريه.
لقد أحالت النخب الحاكمة في العالم العربي بلادنا إلى جحيم رهيب، وأيقظت في نفوس شعوبها الحنين لفترة الاستعمار الأجنبي الذي اختبرت الشعوب أنه كان أرحم وأرأف بهم من أبناء جلدتهم. لا سبيل لنيل الاستقلال الثاني والتأسيس للجمهورية الثانية في سوريا إلا بالطريقة التي نال بها أجدادنا الاستقلال الأول، حين توحدوا جميعًا خلف مشروع وطني جامع وارتقوا عن الخلافات الحزبية والأيديولوجية الضيقة ليدخلوا جميعًا في معركة التحرر الوطني.