عنب بلدي – العدد 113 ـ الأحد20/4/2014
شهدت مدينة داريا خلال الأيام السابقة تصعيدًا عسكريًا على عدد من جبهاتها ومحاولات جديدة لاقتحام المدينة، يأتي هذا التصعيد بعد أن وصلت تعزيزات كبيرة من تنظيم حزب الله اللبناني إلى مدينة داريا حسب ما أكده مكتب الاستخبارات العامة في لواء شهداء الإسلام.
وأكد المصدر نفسه أنه خلال أيام المعارك وصلت دفعات متتالية من مقاتلين تابعين لتنظيم حزب الله اللبناني إلى الجبهتين الجنوبية والجنوبية الغربية من مدينة داريا، حيث ساهم الأخير بقوة في هذه المعارك وتوزع على عدة محاور اشترك فيها مع قوات النظام، كما أكد عدد من قادة الكتائب التابعة للواء شهداء الإسلام والمتواجدة على الجبهات المذكورة أنه كان واضحًا مشاركة الحزب في المعارك الأخيرة، إذ تم التقاط عدد من برقيات اللاسلكي باللهجة اللبنانية بعد أن تمكن الثوار من اختراق موجات اللاسلكي الخاصة بالقوة المقابلة، والتي تظهر أيضًا أن قيادة المعركة في تلك الأثناء كانت من قبل ضباط تابعين للحزب، كما سمعت بوضوح نداءات استغاثة وطلب فريق لإجلاء القتلى والجرحى نتيجة للمعارك التي دارت والتي وصفت بالعنيفة جدًا.
تزامنت هذه المعارك مع محاولات شرسة للتقدم إلى مقام سكينة الموجود بالقرب من الجبهة الشرقية من المدينة، والتي أكد قادة الكتائب أن المعارك التي دارت على الجبهتين الجنوبية والجنوبية الغربية من المدينة أتت في محاولة لتشتيت قوة الثوار في المدينة والضغط لإجبار الثوار على إرسال تعزيزات من جبهات داخل المدينة إلى تلك الجبهات، وبالتالي تتمكن قوات الحزب من السيطرة على المقام، والذي يشهد محاولات مستمرة من النظام، والحزب أيضًا، للسيطرة عليه، وذلك حسب ما أكدت فيديوهات عدة أظهرت مقاتلين من الحزب في معارك على مشارف المقام.
فيما لم يتوقف الحزب عن إرسال تعزيزات جديدة إلى جبهات المدينة، حيث رُصد من قبل مكتب الاستخبارات عدد من الفانات السوداء، وصل عددها إلى أكثر من ثمانية، فانات كبيرة تحمل مسلحين ملتحين ويتكلمون بلهجة غير سورية، وقد تم فيما بعد التأكد من أنهم عناصر تابعون لتنظيم حزب الله اللبناني، وفقًا لعناصر الاستطلاع والرصد التابعين للمكتب، بينما رافق وصولهم وصول آليات جديدة لم يسبق للنظام أن استخدمها في معاركه مع الثوار في داريا، وأهمها المدفع المضاد للطائرات من عيار 57 ملم المحمول على سيارة كبيرة، حيث لوحظ وجود هذا السلاح في كل المعارك التي شارك فيها الحزب، وظهر في تقارير تلفزيونية لإعلام النظام في يبرود وفي القصير، والتي صرح الحزب علنًا مشاركته فيها. كما أكد عدد من الثوار في المدينة أنه انتشر قناصون تابعون للحزب في عدد من جبهات داريا وأهمها الجبهتين الجنوبية ومحيط مقام سكينة.
يذكر أنه حسب ما ذكر قائد لواء شهداء الإسلام النقيب أبو جمال، فإن كتائب الثوار في مدينة داريا كانت قد أخذت كل تلك المؤشرات على محمل الجدّ وتجهزت لمواجهة قد تكون قريبة مع الحزب من جديد على جبهاتها، والتي كانت قد خبرته سابقًا في معارك عديدة خاضتها تلك الكتائب، دون أن تتمكن القوات المهاجمة والمشتركة من قوات النظام والحزب من تحقيق أي نصر يذكر منذ أول مرة شارك فيها الحزب في معاركه ضد ثوار المدينة.