عاد اسم المعارضة السورية ميس كريدي إلى الواجهة مجددًا، بعد إعلانها عن عودة المعارض السوري وعضو الائتلاف محمد بسام الملك إلى دمشق.
كريدي التي بدأت مسيرتها المعارضة للنظام، من بلدة المعضمية بريف دمشق عام 2011، بالقول إن “سوريا ليست مزرعة أحد، ولن نسامح أو نصالح أو نبيع الدم”، أصبحت صلة وصلٍ لعودة معارضين إلى سوريا والعمل تحت مظلة ما يوصف بـ “المعارضة الداخلية” المرضي عنها من حكومة النظام السوري.
شعارات تمجد الثورة وتصريحات حول ضرورة رحيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ووصفه بالمجرم ومطالب بتحويله إلى محكمة الجنايات الدولية، كانت ديدن كريدي على مدى عامين في صفوف المعارضة بالخارج.
لكن في 2014، فاجأت الكاتبة والمعارضة الجميع بالظهور على محطات التلفزيون السوري وأخرى إيرانية، لتعلن عبرها عودتها إلى “حضن الوطن”.
وأعلنت حينها أنها ستكون “معارضة من الداخل” عبر “هيئة العمل الوطني الديمقراطي”، بحجة ارتهان المعارضة الخارجية لأجندات المخابرات الغربية والإقليمية وكل دول العالم التي لا تريد الخير للسوريين ولم تكن تريد الخير، بحسب قولها.
في مقابلة لها مع قناة الميادين، المقربة من النظام السوري و”حزب الله” اللبناني في 2014، اعتبرت كريدي أن خروجها من سوريا كان بسبب الملاحقة الأمنية من قبل “أجهزة المخابرات السورية”، بعد حضورها مؤتمر القاهرة كنائب منسق عن هيئة التنسيق الوطنية.
وأشارت إلى أنها أول معارضة تدخل إلى دمشق بعد تقديم ضمانات من شخصية رفيعة المستوى، لم تسمّها، بعدم ملاحقتها أمنيًا وتعرضها للإهانة.
كانت كريدي، المنحدرة من محافظة السويداء، نائب رئيس هيئة التنسيق حسن عبد العظيم، ثم شكّلت مع محمود مرعي “هيئة العمل الوطني” لتتقرب من موسكو، التي زارتها والتقت بنائب وزير خارجيتها، ميخائيل بوغدانوف.
الناشطة والداعية دائمًا إلى إقامة مجتمع مدني لم تكتف بعودتها وحيدة، وإنما عملت على إقناع العديد من المعارضين للحاق بها، لتصنف “عرابة” عودة المعارضين إلى الداخل.
وكان عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، محمد بسام الملك، أعلن عن عودته إلى سوريا، أمس، وانضمامه إلى نفس الهيئة، لترحب به كريدي عبر صفحتها في “فيس بوك”.
المفاجأة التي فجرتها الكاتبة هي ما قالته على قناة الميادين اليوم، الاثنين 14 آب، بأنّه “يجري التواصل مع أسماء في المعارضة السورية في الخارج ممّن لم تتلوثْ أيديهم بالدم السوري للعودة إلى الوطن”.
وأضافت كريدي أن “من تعاملوا مع إسرائيل لا مجال لعودتهم لأنهم باتوا في خانة الخونة”، دون أن تمسي أحدًا.
تصريح كريدي يصب في الإشاعات التي نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول زيارتها تركيا ولقائها بشكل سري مع عدد من أصدقائها المعارضين ودعوتهم إلى العودة.