استفتاء على الربيع العربي
محمد رشدي شربجي
ليس غريبًا على الإطلاق أن تكون نتائج الانتخابات الرئاسية في الجزائر مزورة بدرجة كبيرة، فالحال هناك من حال دول العالم العربي، والدولة بمؤسساتها كلها فرغت نفسها لدعم مرشح بعينه. ولكن هذا لا ينفي من ناحية أخرى أن هناك تيارًا شعبيًا واسعًا على الساحة العربية بات أكثر اقتناعًا بالمعادلة التي لطالما قدمتها الأنظمة العربية مقايضة حريته بأمنه، بعد أن رأت الشعوب أن الربيع العربي أضاع أمنها ولم يأت بحريتها.
النخب السياسية في دول الربيع العربي، سواء التي نجحت في إسقاط رؤسائها أو التي لم تنجح بعد، تتحمل مسؤولية كبيرة عن تشويه قيم الربيع العربي عند بقية الشعوب العربية، فهذه النخب التي أضاعت نفسها والثورات في دهاليز الخلافات السياسية والأيدلوجية السطحية الضيقة في الوقت الذي كانت فيه قوى الثورة المضادة تعيد ترتيب أوراقها محضرة لاستعادة مناصبها التي كانت الثورة قد أفقدتها إياها لفترة من الزمن.
أنانية النخب وتفكيرها بالثورات كمطية سياسية ساهمت في تدمير الثورات في بلدانها أولًا ومن ثم في تخويف بقية الشعوب العربية من الإقدام على الثورة مرة أخرى.
ربيع الشعوب قادم لا محالة، وستشرق على المحرومين شمس الحرية كما أشرقت على غيرهم من قبل، ولكن قراءة التاريخ ومقدارًا أعلى من النبل والطهرانية كانت ستوفر علينا الكثير من الوقت والدم والإحباط.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :