تصفيات في الغوطة تبدأ باغتيال مهندس عمليات “جيش الإسلام”
شهدت الغوطة الشرقية تصفياتٍ لقياديين في فصائلها، أبرزهم رضا الحريري (أبو عبد الله الحسيني)، القيادي في “جيش الإسلام”.
حوادث التصفية بدأت فجر اليوم، الاثنين 14 آب، باغتيال الحريري الملقب بـ “أبو عبد الله 200″، لدى مروره على طريق فرعي في النشابية على دراجة نارية، بينما أصيب نائبه “أبو طلال المسالمة”، إصابات بليغة، وفق مصادر عنب بلدي.
وبعد اتهاماتٍ لفصيل “فيلق الرحمن” بالضلوع في حادثة اغتيال الحريري، نفى الفصيل مسؤوليته.
ولم تهدأ الغوطة الشرقية منذ 28 نيسان الماضي، حين بدأ اقتتال بين فصائلها، أدى إلى مقتل عشرات العناصر بينهم قياديون، وتكررت الدعوات إلى نبذ “الفصائلية والمناطقية” على لسان الأهالي والمؤسسات المدنية دون تجاوب من العسكر.
“جيش الإسلام” ينعي ويتوعّد
ونعى “جيش الإسلام” القيادي الحريري، فجر اليوم، مشيرًا إلى أن اغتياله “جاء بعد هجومٍ عنيف على مواقعنا في بلدات الأشعري والأفتريس والمحمدية، من قبل فيلق الرحمن وفلول جبهة النصرة”.
وذكر “الجيش” أن “أبو عبد الله 200” كان يتفقد الجبهات على جبهة النشابية، مؤكدًا إصابة نائبه المسالمة.
وتوعّد “الشرذمة ومن وقف معها من أهل الدناءة ونقض العهود، بردّ حازم يذكرونه في أيامهم ويعرفونه في حوادثهم”.
“فيلق الرحمن” يتبرّأ من الحادثة
تعليقًا على اغتيال الحريري، اتهم رئيس المكتب السياسي في “جيش الإسلام”، محمد علوش، بشكل غير مباشر عبر معرّفاته الرسمية، قائد “فيلق الرحمن” النقيب عبد الناصر شمير بـ “العمالة للجولاني”.
وكتب “هل بات القائد المهيب النقيب (…) مبايعًا للجولاني ولو سرًا وينفذ مخططه لإسقاط الغوطة علنًا”.
وقال الناطق الرسمي باسم “فيلق الرحمن”، وائل علوان، عبر حسابه في “تويتر”، إن “الفيلق تلقى بشكل مفاجئ نبأ استشهاد القائد أبي عبد الله الحسين، في منطقة تقع تحت سيطرة جيش الإسلام بالكامل”.
واعتبر أن “الهجوم الذي بدأته معرّفات جيش الإسلام وقادته وشرعيوه لاتهام فيلق الرحمن به دون أي دليل أو أدنى شبهة، هي اتهامات لا مسؤولة تحضيرًا وتمهيدًا لحماقة ورعونة جديدة ينويها جيش الإسلام”.
من هو أبو “عبد الله 200”
عشرات الناشطين من الغوطة الشرقية نعوا الحريري، معتبرين أن “الفصائلية ستُدمر الغوطة في حال بقي الحال كما هو عليه”.
شغل الحريري المُنحدر من درعا، منصب القائد العسكري السابق لـ “ألوية الحبيب المصطفى”، وعمل قائدًا لأركان “لواء الإمام الحسين”.
كما شغل منصب القائد العسكري في منطقة المرج، وقاد وخطط لعددٍ من المعارك، أبرزها “الله غالب” عام 2015، ومعركة “الله أعلى وأجلّ” قبلها عام 2014.
عمل “أبو عبد الله 200” مهندس طيران قبل الثورة، ووفق ما نقلت مصادر طبية لعنب بلدي فإن “رصاصة استقرت في قلبه مباشرة”، إلا أن مصادر أخرى ذكرت أنه قتل إثر تفجير استهدف دراجته النارية.
وكان الحريري أُسر قرابة شهر لدى “فيلق الرحمن”، خلال الاقتتال الأول نيسان 2016، إلا أنه خرج بعدها وعاد إلى صفوف “الجيش”، وتعرض لعشرات الإصابات خلال فترة قتاله في ريف دمشق، وفق مصادر مطلعة.
الرد بتصفيات في “الهيئة”
وردًا على اغتيال الحريري، أعلنت معرّفات مناصرة لـ “جيش الإسلام”، مقتل كلٍ من عبد الرحمن صخر محارب الملقب “أبو القعقاع الدرعاوي” وهو قائد عسكري سابق في قطاع عدرا، والشرعي عبد الرحمن وليد ربيع الملقب “أبو الوليد الشرعي”، من “هيئة تحرير الشام”.
وكان القياديان معتقلين في سجون “الجيش” وأفرج في عنهم في وقت سابق، بحسب ناشطين في الغوطة.
إلا أن “الهيئة” لم تُعلق على ما يجري حتى ساعة إعداد الخبر، وسط توتر مازال مستمرًا في أرجاء الغوطة على العموم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :