مؤتمر ثانٍ في السعودية.. “هيئة التفاوض” على مفترق طرق
عنب بلدي – خاص
تستعد الهيئة العليا للمفاوضات السورية لعقد مؤتمر ثانٍ لها في الرياض، من أجل توسيع قاعدة التمثيل وضم منصات المعارضة الأخرى المتمثلة في منصتي القاهرة وموسكو.
الإعلان عن المؤتمر رافقته إشاعات وأنباء عن وجود ضغوط دولية وسعودية على رئيس الهيئة، رياض حجاب، من أجل تقديم استقالته، لأسباب أرجعها محللون إلى مواقفه الثابتة في الثورة وعدم القبول بوجود رئيس النظام السوري، بشار الأسد، خلال المرحلة الانتقالية.
أما السبب الثاني فيعود إلى دعمه من قبل قطر ومحاولة السعودية استبعاد أي شخصيات داخل الهيئة مدعومة من قبل الدوحة، على خلفية الأزمة الخليجية التي نشبت بين الأخيرة ودول الخليج، في حزيران الماضي، والتي انعكست أثارها على التحركات السياسية السورية.
الجبير يهدد وحجاب يتحرك
الإشاعات جاءت عقب لقاء بين حجاب ووزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، الذي أبلغه، بحسب وسائل إعلام، أن الأسد باقٍ خلال المرحلة الانتقالية وأنه يجب إنتاج هيئة تتمتع بالمرونة حيال المتغيرات الدولية الراهنة والتي تتجه للقبول ببقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى مدة غير محددة في السلطة، وإلا ستبحث الدول الكبرى عن حل خارج المعارضة.
لكن المتحدث باسم الهيئة، يحيى عريضي، نفى لعنب بلدي هذه الأنباء.
ورافق ذلك تحليلات بأن الهيئة تمر في مرحلة حساسة جدًا وعلى مفترق طرق، الأمر الذي دفعها إلى التواصل مع الداخل السوري، وهو ما فعله حجاب بلقاء مع رؤساء المجالس المحلية وأعضاء مجلس محافظة درعا، الأسبوع الماضي.
وأكدت الهيئة أن اللقاء ركز على الالتزام بمبادئ وفعاليات الثورة كإسقاط الأسد ووحدة الأراضي السورية وإطلاق سراح المعتقلين، لكن مصادر مطلعة على مجريات اللقاء قالت لعنب بلدي إن حجاب لم يوضح كثيرًا من النقاط حول مستقبل العملية السياسية في سوريا، وما هي نوايا الدول المعنية في الملف السوري، مضيفة أن الحاضرين كانوا يتوقعون ردودًا واضحة من حجاب، إلا أن ذلك لم يتم.
خلافات حول انعقاد المؤتمر
الهيئة دعت منصتي موسكو والقاهرة للمشاركة في المؤتمر الذي سيجري منتصف الشهر الجاري، لكن خلافات ظهرت حول مكان انعقاد المؤتمر.
وبينما رفض رئيس منصة موسكو، قدري جميل، انعقاد الاجتماع في الرياض وطالب أن يكون في العاصمة السويسرية (جنيف)، أبدى عضو منصة القاهرة جمال سليمان، الجمعة 11 آب، استعداد ممثلي المنصة لحضور الاجتماع في أي مكان سواء في الرياض أو موسكو أو القاهرة، في حال صعوبة عقده في جنيف.
وقال فراس الخالدي عضو منصة القاهرة لعنب بلدي “لا مانع لدينا من حضور لقاء الرياض وليس اللحاق أو الانضمام، وأي مؤتمر جامع للمعارضة سيكون لتوحيد الجهود وليس لضم أو لحاق فريق بفريق”، مشيرًا إلى أن “الأمر ليس له علاقة بالمكان بل يتعلق بتتمة اتفاق جرى في جنيف”.
وأكد الخالدي أن المنصة طالبت أن تكون الرعاية أممية لعدة أسباب أبرزها “تثبيت المعرقل إن وجد، والوصول إلى صيغة بعد الاتفاق في وقت سابق على جملة من الأوراق، التي لم تنفذ ونريد تثبيتها رسميًا”.
وفي الوقت الذي يرى فيه محللون أن الأسابيع المقبلة قد تكون مهمة لرسم خطوط عملية التفاوض السياسية، ينتظر ملايين السوريين التوصل لحل سياسي ينهي الحرب ويلبي طموحاتهم ويحترم قراراتهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :