ستون عريسًا يتزوجون بحفل جماعي في الشمال السوري
عنب بلدي – إدلب
رغم أن الشاب حسام لحام عاش فرحة زواجه، إلا أنها كانت منقوصة بعيدًا عن مدينته داريا، غرب دمشق، ولكنه حقق حلمه في الارتباط بشريكة حياته، علّها تنسيه هموم سنواتٍ من الحصار، عاشها قبل تهجيره والآلاف إلى الشمال السوري.
حسام (27 عامًا) واحدٌ من 60 شابًا دارانيًا، تزوجوا في يومٍ واحدٍ شمال سوريا، الأربعاء 9 آب الجاري، في عرس ٍ جماعي هو الأول من نوعه عددًا، واحتضنته بلدة معرة مصرين في ريف إدلب، برعاية منظماتٍ أبرزها: هيئة الإغاثة الإنسانية التركية “IHH” و”غراس النهضة” و”قناة إنسان”.
وكنوعٍ من التكافل المجتمعي، كما وصفه منظمو الحفل، حضر المئات من أهالي داريا وإدلب العرس، الذي توسطته العراضة الشامية بنكهة حمصيّة، قادتها فرقة “أفراح مدينة حمص”، في تمازجٍ بين مهجرين من سوريا ، قادتهم اتفاقاتٌ مع النظام إلى الشمال.
مشروع خطبة حسام لم ينجح في داريا، “بسبب الظروف الصعبة”، كما يقول لعنب بلدي، ما دعاه إلى السعي “جاهدًا” لدى وصوله الشمال السوري، العام الماضي، إلى “البحث عن المحبة والعطف” بعيدًا عن سنواتٍ عايش فيها القتل والدمار والخوف في مدينته.
عشرات الشباب من المدينة الدمشقية، وجدوا في خروجهم إلى الشمال متنفسًا لإتمام ترتيبات خطبتهم، وآخرون وجدوه فسحة للقاء من يحبون بعد أربع سنواتٍ من أحاديثَ وأمنيات حملها فضاء الإنترنت، بين الحصار والحب.
ويقول بعض الشباب إنهم اصطدموا بواقعٍ مختلف في الشمال السوري، الذي كان “جنّة” في نظر المحاصرين قبل الوصول، وفق تعبيرهم، إلا أنهم واجهوا غياب الاستقرار وندرة فرص العمل التي تتيح تأمين مصدر رزقهم والإقدام على الزواج.
مشروع الزواج الجماعي، بدأ بالتجهيز لخمسة شباب وتوسّع تدريجيًا، وفق منسقيه، ووفق محمد هُمّار، عضو اللجنة المنظمة، فإن الشباب هم من داريا والمناطق المجاورة لها، وجاء مشروع مساعدتهم في الزواج “بسبب الحاجة الملحة لدعم الشباب في ظل التكاليف الباهظة”.
تكلفة العريس الواحد قدّرها هُمّار بـ1200 دولار أمريكي، شملت تجهيزات وأثاث المنزل وحفل الزفاف، “وفق التقاليد والتراث المُتّبع في داريا نظّمنا غداءً للضيوف ومولدًا نبويًا”.
وفصّل المُنسق محمد أبو عمار لعنب بلدي، مضمون التجهيزات المُقدّمة لكل عريس، وتضمنّت “فرشًا كاملًا وألواح طاقة وبطارية للكهرباء، إضافة إلى إيجار ثلاثة أشهر، ووجبات غذائية وسلل صحية”.
الزواج كان “الخطوة الأصعب” لحسام وكثيرٍ من أقرانه، فجميع المُهجرين لم يحملوا معهم سوى ذكرياتهم من المدينة، ووفق حسام، فإن المشروع ساعده على تجاوزها وتحقيق أمنيته “الأكبر”.
بعد توقفه عن الدراسة في السنة الثالثة من كلية التجارة والاقتصاد بجامعة دمشق، يسعى الشاب لإتمام تعليمه في إحدى جامعات الشمال، ويقول إنه لم يستطع الحصول على كشف علاماتٍ، “أملي كبير في تجاوز الصعوبات، التي كانت في يومٍ ما عقبةً أمام زواجي”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :