د. أكرم خولاني
يصاب البعض أحيانًا بتشنجات عضلية بشكل مفاجئ، قد تحصل أثناء الاستراحة أو أثناء الحركة، ويمكن أن يظهر التشنج على أشكال متعددة، كتشنجات في الظهر، أو تشنج في بطن الساق، وأحيانًا في الأصابع، أو في الرقبة، وهو ما يؤثر على النشاط الجسدي.
ومع أن الإصابة بالتشنج العضلي المترافق بتقلصات قد تكون أمرًا مألوفًا وشائعًا، إلا أن تكررها وبدرجة قوية يمكن أن يكون علامة على وجود مرض ما، يؤثر على الأعصاب مما يحدث التشنج العضلي.
ما المقصود بالشد العضلي
الشد العضلي، أو التشنج العضلي، هو حالة يحدث فيها انقباض لا إرادي لعضلة أو أكثر من عضلات الجسم مما يؤدي إلى ألم شديد أو عدم القدرة على تحريك العضلة المصابة. يمكن أن يظهر الألم أثناء الراحة، وربما عند الاستيقاظ من النوم، أو أثناء ممارسة النشاط الجسدي ويسبب صعوبة في الأداء.
ما أسباب الإصابة بالشد العضلي؟
الأسباب العامة لحدوث الشد العضلي هي:
- الإفراط في استخدام عضلة معينة وإجهادها بشكل زائد، كحمل آلات ثقيلة في قبضة اليد لفترة طويلة دون استراحة، أو استخدام إصبع الإبهام مع الأصابع الأخرى في الكتابة لفترات طويلة دون توقف، ويسمى بتشنج الجهد.
- إساءة استخدام العضلات، كالقيام بمجهود في التمارين الرياضية من دون تحضير جسدي مسبق وإحماء كافٍ، والذي يسببه حمض اللبن (اللاكتيك) المتجمع داخل العضلة.
- البقاء بنفس الوضعية لفترة طويلة.
- الجفاف، كممارسة الرياضة في جو حار أو القيام بمجهود جسدي تحت أشعة شمس حارقة.
- تشنج عضلات الساق في الليل، يصيب عضلة الربلة وقد يصل إلى أصابع القدم، وهي حالة شائعة، تحدث أثناء الراحة وليست ذات صلة مباشرة بالإجهاد.
حالات طبية تسبب تشنّج العضلات
- نقص المعادن والأملاح الموجودة في الجسم أو استنزافها، كالكالسيوم والمغنيزيوم، ويُعد أحد الأسباب الرئيسة التي قد تؤدي إلى حدوث تشنجات عضلية.
- عدم وصول إمداد كاف من الدم للعضلات، بسبب انضغاط الشرايين نتيجة النوم بطريقة خاطئة، أو بسبب تصلّب الشرايين وتضيقها مما يؤدي إلى عدم وصول كمية الدم التي تحتاجها العضلات أثناء ممارسة الرياضة، وينعكس هذا النقص على الفور في آلام مبرحة، تختفي بعد نيل قسط من الراحة الكافية، و يسمى هذا الاضطراب بالعرج المتقطع.
- الضغط على العصب، يحدث الضغط عادة عند نقطة خروج العصب من العمود الفقري، ويسبب آلامًا تشبه التشنج في المؤخرة والساقين، يتفاقم هذا الألم أثناء المشي أو النشاط.
- بعض الأمراض العامة، كاضطرابات الغدة الدرقية، أو أمراض السكري، أو أمراض الجهاز العصبي كالتصلب المتعدّد، أو فقر الدم، أو نقص نسبة سكر الدم.
- بعض الأدوية المستخدمة على نطاق واسع، كأدوية ارتفاع الدهون، ومدرات البول، وأدوية السكري والربو وداء باركنسون.
ما أعراض الإصابة بتشنج العضلات؟
ألم حاد ومفاجئ في العضلة مترافق بتقلص العضلة، ويمكن في بعض الأحيان رؤية الأنسجة العضلية متصلبة وبارزة من تحت الجلد.
كيف يتم التشخيص؟
في حال حدوث الشد العضلي بشكل مستمر فيجب استشارة الطبيب، والذي قد يجري بعض الفحوص والاستقصاءات بحسب السبب المتوقع، كتعداد الدم الكامل، وتخطيط العضلات الكهربائي.
ما سبل العلاج؟
تدليك العضلة المنقبضة، فتمديد تلك العضلة وتدليكها برفق يمكن أن يليّن العضلة ويساعد على إزالة الانقباض.
وضع كمادة من الثلج على العضلة المنقبضة، للتخفيف من الالتهاب وإرخاء العضلة.
علاج الألم المصاحب باستخدام الأدوية كمضادات الالتهابات غير الستيروئيدية (إيبوبروفين، ديكلوفيناك..)، ومسكنات الألم، ومرخيات العضلات، أو بتدفئة العضلة باستخدام الكمادات الساخنة أو حمام ساخن.
إعطاء جرعات من المغنيزيوم، ما يخفض من حساسية الأعصاب.
وفي حالة الشد العضلي الذي يحدث أثناء الليل يعطى دواء ديازيبام قبل النوم، فهو يساعد على ارتخاء العضلات وتخفيف التيبّس فيها.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بتشنج العضلات؟
- تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن كالكالسيوم والمغنزيوم والبوتاسيوم.
- الحفاظ على توازن سوائل الجسم عن طريق شرب الماء خاصة قبل وأثناء وبعد التمارين، فيجب شرب كوبين من السوائل قبل بداية أي نشاط رياضي بساعتين، ويمكن شرب من نصف كوب إلى كوب ونصف من السوائل الباردة (لا تحتوي على صودا) كل 15 – 20 دقيقة أثناء الرياضة.
- تسخين العضلات قبل بداية النشاط العضلي، عن طريق تمارين التمدد.
- يمكن الوقاية من التشنجات أثناء النوم عن طريق تمارين شد العضلة قبل النوم، أو بدلًا من ذلك يمكن القيام بنشاط بدني بسيط لمدة عدة دقائق.