انسحاب “مفاجئ” يفتح حدود السويداء للأسد

  • 2017/08/13
  • 1:17 ص

عناصر من قوات الأسد في البادية السورية - (انترنت)

عنب بلدي درعا

مالت الكفة على الحدود السورية الأردنية لصالح النظام السوري، بعد فرض السيطرة على مساحات واسعة من قبل قواته والميليشيات المساندة لها على الشريط مع السويداء، على خلفية انسحاب فصيل “جيش العشائر”،  المنضوي في “الجيش الحر” والمدعوم أردنيًا، وذلك بشكل مفاجئ، ودون أي تنسيق مع الفصائل العسكرية العاملة في المنطقة.

ومن بين المواقع “الاستراتيجية” التي سيطرت عليها قوات الأسد، تل الحربية و”المخفر 30″، ومعبر “أبو شرشوح”، النقطة الحدودية الأبرز، إلى جانب “المخفر 154 و143”.

وتحاول قوات الأسد الزحف على الشريط الحدودي إلى محاذاة نقطة التنف، كخطوة للسيطرة على كامل خطوط التماس السورية مع الأردن.

وبقيت كيلومتراتٍ قليلة لتصل نقاط سيطرتها شرق السويداء، بتلك التي تقدمت إليها في عمق البادية، وتحديدًا بين الزلف وأم رمم.

غياب التنسيق قبل الانسحاب

 من هو جيش العشائر؟“جيش أحرار العشائر”، سمي اختصارًا في درعا “جيش العشائر”، وهو تشكيل عسكري تأسس في تشرين الأول 2015، ولا يتبع لـ “الجبهة الجنوبية”، وتربطه علاقات مباشرة بالديوان الملكي الأردني ويحظى بدعم كبير.

وتركزت عملياته العسكرية في المراحل الأولى من تشكيله ضد تنظيم “الدولة” في منطقة اللجاة، إضافة لحراسته الحدود الأردنية من الجهة الجنوبية الشرقية لدرعا.

اقتصرت عملياته العسكرية في الأشهر الماضية في ريف السويداء الشرقي، وخاصة من طرف الحدود الأردنية، وتكررت انسحاباته منذ مطلع 2017 الجاري، حتى تسليم آخر مواقعه للنظام في مطلع آب الجاري.

يصل عدد عناصر الفصيل إلى نحو ثلاثة آلاف مقاتل، ويقوده حاليًا الشيخ راكان الخضير الذي يقطن في الأراضي الأردنية، وشارك  في اجتماعات أستانة.

وأكدت مصادر من “الجيش الحر” (رفضت ذكر اسمها) لعنب بلدي سيطرة قوات الأسد على المناطق المذكورة، وأوضحت أنها جاءت بعد انسحاب “أحرار العشائر” من المنطقة بشكل مفاجئ إلى داخل الأراضي الأردنية، “بعد تلقي أوامر وتوجيهات عسكرية من الحكومة الأردنية”.

وقالت المصادر إن عمليات فصيل “أحرار العشائر” العسكرية “اقتصرت في الأيام الماضية في محيط نقاطه بريف السويداء فقط، وعلى الحدود الأردنية، دون أي تنسيق مع فصائل الجيش الحر الأخرى العاملة في المنطقة”.

وتعمل فصائل المعارضة المتمثلة بـ “أسود الشرقية” و”قوات أحمد العبدو” في البادية، إضافةً إلى فصيل “جيش أحرار العشائر”، الذي يساندها في ريف السويداء الشرقي.

ولم يعلّق الفصيل العسكري على الاتهامات التي وجهت له عن تسليم مواقعه إلى قوات الأسد، وحاولت عنب بلدي التواصل مع قياديين عسكريين فيه، إلا أنها لم تتلق ردًا.

اجتماعات عشائرية بحضور أمريكي

في ذات السياق، وبعد ساعات من سيطرة الأسد على حدود الأردن مع السويداء، ذكرت صحيفة “الغد” الأردنية أن اجتماعًا لرموز عشائر البادية السورية وقيادات من “جيش أحرار العشائر” عقد في الأردن “وسط تكتم شديد”، بمشاركة ممثلين عن الجيش الأمريكي.

وأضافت الصحيفة أن الأطراف المشاركة فيه تبحث قضايا أمن مخيم الركبان الذي يتمركز في محيطه فصيل “جيش أحرار العشائر”، ووضع اللاجئين فيه، من حيث توفير خدمات الغذاء والصحة والمياه لهم، إضافةً إلى عمل المجلس المحلي في المخيم وسبل دعمه.

وأكّدت أن الاجتماع مرتبط بانسحاب مقاتلي “أحرار العشائر”، “دون إنذار أو بلاغ”، من مراكز عسكرية في ريف السويداء الشرقي، وتسليمها لقوات الأسد دون قتال، ما تسبب بحالة من السخط على “أحرار العشائر” من قبل هذه الفصائل.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا