البطولة العربية ليتها لم تعد

  • 2017/08/13
  • 12:11 ص

فضيحة جديدة للكرة العربية، عادت مع أول بطولة عربية بعد انقطاع لتطفو على السطح، بأحداث مؤسفة خيمت على نهائي البطولة، وجعلت منها ذكرى سيئة لكل جماهير كرة القدم العربية.

في الدقائق الأخيرة من البطولة التي راهن على نجاحها في مصر الكثير من المحللين الرياضيين، لم تذهب إلى بر الأمان كما كان يأمل الاتحاد العربي لكرة القدم، بل تجاوزت كل حدود الرياضة وأخلاقها، وحولت مساحة المستطيل الأخضر إلى ساحة معركة.

المباراة النهائية التي جمعت نادي الفيصلي الأردني بالترجي التونسي، والتي تمكّن فيها الفريق التونسي من الفوز بلقب البطولة في الدقائق الأخيرة، بهدف مثير للجدل ويحوي على أكثر من خطأ تحكيمي كما أكدت التقارير الرياضية التي حللت المباراة.

عقب الهدف الثالث للترجي حدثت الكارثة الرياضية، عندما تهجم لاعبو النادي الفيصلي على الحكم الدولي المصري إبراهيم نور الدين، وحاولوا ضربه مباشرة بشتى الوسائل، وتعدى الأمر اللاعبين ليصل إلى الجهاز الفني للنادي والجماهير التي قدمت من الأردن لمناصرة الفيصلي في المباراة النهائية، في الوقت الذي لم يُرد فيه نور الدين إلغاء المباراة حفاظًا على سمعة مصر باعتبارها الدولة المستضيفة، ولتصل البطولة إلى بر الأمان، بحسب قوله.

بخسارة لقب البطولة يكون الفريق الأردني قد خسر مرتين، خسارة رياضية على أرض الملعب، وخسارة ثانية بردود فعل اللاعبين غير اللائقة، وهي خسارة ستخلّد في تاريخ الكرة العربية، إذ إنها ستنسي الجماهير أن الفيصلي هو الوصيف في بطولة شارك فيها أفضل الفرق العربية، وقدم أداء ملفتًا في جميع مراحلها.

وجاءت قرارات اتحاد الكرة العربية قاسية بقدر قساوة المشاهد التي حدثت عقب المباراة، بعقوبات تتخطى عشرة آلاف دولار، مجزأة على كل من اللاعبين والجمهور والإدارة.

وغرّم الاتحاد كل لاعب اعتدى على الحكم بـ 1500 دولار والإيقاف لمدة عام مع إبلاغ الاتحاد الدولي والآسيوي بذلك، بالإضافة إلى غرامة ألف دولار على الهتافات الجماعية غير اللائقة التي أطلقتها الجماهير، و1500 على قذف الحجارة والزجاجات على الحكم، وخمسة آلاف بسبب تكسير كراسي الملعب، كما غرّمت إدارة النادي بتكاليف الإصلاحات  في ملعب المباراة بعد حصرها، و1500 دولار نتيجة اعتداء أحد الإداريين على الحكم، كما قرر الاتحاد منع النادي الأردني من المشاركة لخمس سنوات مقبلة في البطولة العربية.

وقالت صحف رياضية إن البطولة العربية لم تحقق أي هدف بعودتها هذا العام، فكانت منذ بدايتها دعوة إلى التفرقة بين العرب وربط المشاركة بالمواقف السياسية، إذ بدأت باعتذار قطر عن المشاركة، رغم أن قطر كانت هي المنظّم للبطولة قبل أن تتنازل عن الاستضافة لمصر، كما كان من الواضح عزوف الجماهير المصرية عن المباريات.

ورغم مشاركة قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، إلا أن عدة عوامل منعت الجماهير من الحضور، أهمها الأسباب الأمنية والقناعة المكونة عن البطولة أنها عادت إلى مصر للربح المادي فقط، ويتجلى ذلك بحضور كبير جدًا لمباريات الأهلي والزمالك في البطولة الإفريقية على عكس العربية، بالإضافة إلى مشاهد العنف التي شهدتها أغلب مباريات البطولة، والتي تعكس حالة التشنج والتوتر التي تسود العلاقات السياسية بين البلدان العربية.

وأصدق ما كتب عن البطولة العربية هو ما جاء في صحيفة “الوطن” الرياضية، بعنوان “لم ينجح أحد.. خرج الجميع من الحدث العربي خاسرين، أولهم الاتحاد المصري والاتحاد العربي بسبب التنظيم السيئ، فضلًا عن المستوى الفني الضعيف نتيجة مشاركة أغلبية الفرق بالصف الثاني، إضافة إلى الاحتجاجات والاعتراضات الفنية خلال المباريات، والأخطاء التحكيمية”.

في لغة المال فإن الرابح الوحيد من البطولة هو الترجي التونسي الذي حصد لقب البطولة، وربح الجائزة البالغة مليونين ونصف المليون دولار.

مقالات متعلقة

رياضة دولية

المزيد من رياضة دولية