التحرش الجنسي بالأطفال … محاضرة توعوية في مكتبة بيت الحكمة في الغوطة الشرقية
حنين النقري – دوما
«الجنس، الدين، والسياسة» الثالوث المحرّم في مجتمعاتنا الشرقية بات اليوم بحاجة إلى معوّل ينتهك حرمته ويرفع الغطاء عما يجري في العتمة حوله، هذا ما أكدته الأستاذة أماني خريجة كلية الحقوق من خلال محاضرتها حول «التحرش الجنسي عند الأطفال» والتي ألقتها يوم الجمعة، 18 نيسان الجاري، بإشراف مركز «نساء الآن»، وباستضافة مكتبة «بيت الحكمة» في الغوطة الشرقية.
تناولت المحاضرة محاور حسّاسة أساسية حول التحرّش الجنسي بشكل عام، نسبته المتزايدة في مجتمعاتنا وآخر الإحصائيات حوله، والفئة الأكثر تضررًا منه «الأطفال». إذ تشير إحصائية صدرت في 2011 أن أكثر من 1300 حالة اغتصاب وقعت في سوريا في عام واحد «وكان ضحية 1200 حالة منها الأطفال». ويبقى الواقع أكبر من كلّ هذه الأرقام المسجّلة.
لماذا الآن؟ وما أهمية هذا الموضوع في هذه الفترة من تاريخ سوريا؟
تجيب الآنسة نور، خريجة أدب إنكليزي، أن المحاضرة برأيها هي محاولة لنشر الوعي في المجتمع للإصغاء لهذه الحالات، ونشر الشجاعة لمساعدة الحالات التي تختبئ «بخجل» في المجتمع لتبوح وتشكو وتقاضي الجناة بشكل قانوني، «فالموضوع اليوم بعكس التوقعات في تزايد مطّرد بسبب أوضاع الحرب والفقر والحصار، لكن المجتمع لا يعترف به، بل وفي حال اعترف يشير للضحية بيد الاتهام لا التعاطف والنصرة».
رغم الاستهجان الواسع إثر نشر إعلانات عن موضوع المحاضرة، كان إقبال الحضور جيدًا من مختلف الأعمار والشرائح، كما أن المعلومات التي احتوتها المحاضرة كانت من الفائدة والخطورة ما جعل الجمهور يطلب إعادتها على نطاق أوسع، حسب ما قالته الآنسة ليلى، وهي طالبة في السنة أولى من كلية الهندسة المدنية، «فالتعتيم على هذه الظاهرة يجعلها أكثر حساسية، وأوسع انتشارًا، والمتضرر الأكبر دوما حسب ما سمعناه في المحاضرة هو الطفل، ﻷنه الأضعف قوّة والأقل معرفة، عملي كمدّرسة للمرحلة الابتدائية يحتّم علي المعرفة بأعراض الاعتداء الجنسي وطرق الوقاية منه، علّي أن أشارك بحماية طفل يتعرّض للابتزاز الآن».
الآنسة سنا السلام، إحدى مشرفات بيت الحكمة، كانت من المؤمنات بالمحاضرة وأهمية موضوعها منذ البداية، «وعلى الرغم من زوبعة الآراء المعارضة لهذه المحاضرة قررنا أن نرعاها ونشارك ولو ببصيص ضوء نسلّطه على موضوع خطير كهذا، فخوف المجتمع من طرح هذه الأفكار يفوق خوفه من الوقوع فيها، وهذه كارثة، كما يشارك الفقر المتزايد اليوم دورًا كبيرًا في استدراج الأطفال وإرغامهم على ممارسة الجنس لقاء قطعة شوكولا أحيانًا».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :