أسامة شماشان – الحراك السّلمي السّوري
- تعلّم الصبر
{فإنك بأعيننا} (سورة الطور، 48) لا تخف فأنت موضع عنايتنا، فأحيانًا تجد أن الله عز وجل يلقي بقلبك الطمأنينة وتشعر بالثقة، وتشعر بأن العناية تحوطك فاحمد الله على نعمائه. قال أحد العارفين بالله وهو الفضيل بن عياض، وكان مضرب المثل في الصبر، عندما سئل مرّة: يا فضيل ممن تعلمت الصبر؟ قال: من طفل صغير. قالوا: كيف؟ قال: كنت في إحدى سكك المدينة فإذا باب يفتح ويلقى منه طفل صغير ويغلق هذا الباب. هذا الطفل بدل أن يعدو مبتعدًا عن بيته وقف على عتبة البيت يبكي ويستعطف ويرجو، إلى أن فتحت له أمه الباب وضمته وقالت: يا ولدي من لي غيرك. الفضيل صار يبكي وقال: سبحان الله لو صبر الناس على باب الله لفتحه لهم.
- الإصلاح بالخلق الحسن
{لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} (سورة الممتحنة، 08) أن تبروهم أي أن تحسنوا إليهم، فإذا لم يكن يصلي ولكنه لا يعاديك، إن أحسنت إليه حملته على الطاعة. لذلك من الحمق الشديد أن تجد إنسانًا غير ملتزم لكنه لا يعاديك ويكبر فيك استقامتك، لكنه لم يصطلح مع الله، بعد أن تسيء إليه وتعنفه أو تناصبه العداء، هذا النموذج ينبغي أن تحسن إليه وينبغي أن تمد له يد المساعدة، ويرى منك تواضعًا وانفتاحًا وإحسانًا، لأنه قد ورد في الحديث القدسي: أن يا داوود ذكر عبادي بإحساني إليهم فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها. سبب إيمان كثير من المؤمنين وإقبالهم على الله موقف أخلاقي من مؤمن. إذا قال العبد يا رب وهو راكع قال له: لبيك يا عبدي. فإذا قال: يا رب وهو ساجد قال الله له: لبيك يا عبدي فإذا قال يا رب وهو عاص قال الله له: لبيك ثم لبيك ثم لبيك. {كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ * وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} (سورة الإسراء، 20).