حروب القراصنة الجدد.. الفدية أو الفضيحة
تعرّضت الشركة المنتجة لمسلسل “صراع العروش” لقرصنة إلكترونية قبل أيام، وسرّب القراصنة سيناريو الحلقة الخامسة من الموسم السابع.
وفي التاسع من آب الجاري طالب القراصنة شركة “HBO” المنتجة بفدية مالية لم تحدد قيمتها، بعد نشرهم لوثائق عمل وفيديوهات برامج أخرى تنتجها الشركة.
وأكدت الشركة تعرضها للقرصنة، لكنها لم ترد حتى الآن على ما يتعلق بالفدية.
ويحذر خبراء من الاستجابة للقراصنة بدفع الفدية، كون هذا التعاون سيشجعهم على تكرار هجماتهم الإلكترونية.
وكانت شركة “HBO” تعرضت في الموسم الخامس من مسلسل “صراع العروش” لهجمة مشابهة، أدت إلى تسريب الأربع حلقات الأولى.
ولم ينشر القراصنة أيًا من المعلومات حتى الآن، والتي تشمل بيانات الممثلين، وملفات قانونية وعقود عمل، إضافة إلى فيديوهات من برامج أخرى منتجة من نفس الشركة.
وشهدت السنوات الأخيرة توسعًا كبيرًا في الهجمات الإلكترونية، التي تطورت عبر تاريخ طويل يعود إلى ما قبل 114 عامًا.
البدايات البريئة
أوّل عملية قرصنة إلكترونية شهدها التاريخ، كانت عام 1903 في العاصمة البريطانية لندن، أثناء عرض أمام الجمهور لنظام التلغراف اللاسلكي بعيد المدى.
وبثّ القرصان قصيدة سخرية من المخترع أمام الجمهور، باستخدام إشارات مورس التي يعتمد عليها التلغراف.
وبرّر المخترق فعلته لاحقًا بأنّه أراد الكشف عن الثغرات حفاظًا على الصالح العام، بحسب صحيفة التايمز.
وبعد هذه الحادثة بعشرات السنين وتحديدًا عام 1971، ابتكر صديقان مبرمجان، اختراعًا لإجراء المكالمات الدولية مجانًا.
حتى ذاك الوقت كان هدف القرصانين الإلكترونيين هو إثبات عبقريتهما، ومعرفتهم العميقة بلغات البرمجة وأنظمة التشغيل.
وفي عام 1981 ظهرت أول مجموعتين للقراصنة، وهما “نادي فوضى الحاسوب” في ألمانيا، ومجموعة “أسياد البرامج” في أمريكا.
النوايا الخبيثة
مع ظهور الكمبيوتر الشخصي من إنتاج شركة “IBM”، عام 1981، أصبح اختراق الأجهزة أكثر سهولة، بسبب اختصار حجم الحواسيب، من غرفة كبيرة إلى حقيبة صغيرة.
وانتقل المخترقون من إثبات الذات، والتجسس على معلومات الضحايا، إلى إلحاق الضرر بهم، وفي كثير من الأحيان ابتزازهم.
وفي عام 1988 ظهرت “دودة موريس”، وهي أول دودة إلكترونية تخريبية، والتي أبطأت عمل الحواسيب حتى خروجها عن الخدمة.
وكان مبرمجها “روبرت تابان موريس” أول قرصان يدان قضائيًا بتهمة احتيال الحاسوب وإساءة الاستخدام، قبل أن يصبح خبيرًا في مكافحة القرصنة الالكترونية.
وفي أيار 2017 شهد كوكب الأرض أكبر هجمة إلكترونية استهدفت عشرات الدول والمؤسسات، باستغلال ثغرة في نظام ويندوز لتشفير بيانات الضحايا.
وطالب القراصنة بفدية مالية مقابل فك التشفير، وحملت هجمتهم اسم “أريد البكاء”.
وأسهمت العملات الإلكترونية بتسهيل دفع الفدية دون إمكانية ملاحقة الجناة.
وبحسب إحصائية أصدرتها جوجل العام الجاري، فإن مبالغ الفدية المدفوعة خلال العامين الماضيين فقط، لاستعادة البيانات المشفّرة، تجاوز حاجز 25 مليون دولار.
القرصنة والسياسة
أثّرت القرصنة الإلكترونية على الساحة السياسية بشكل بارز، كان آخرها تعرّض الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجمات بهدف سرقة البيانات، دون أن تنجح.
وفي عام 2012 تم الكشف عن أكبر هجمة إلكترونية عالمية على مستوى السياسة، وكانت قد بدأت بهدوء منذ عام 2007، تحت اسم “أكتوبر الأحمر”.
وعمل القراصنة على جمع معلومات السفارات والمؤسسات العسكرية والعلمية البحثية، وشركات الطاقة، وجمعوا على مدار سنوات ملفات حساسة تتعلق بالأمن القومي للدول.
وركّزت الهجمة جهدها على أوروبا الشرقية، وشمال أمريكا، وآسيا الوسطى، وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، بالإضافة لبعض الدول الغربية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :