مرة أخرى يستخدم النظام الغازات السامة في معاركه ضد الشعب السوري، هذه المرة استخدمه في حرستا وريف حماه وريف إدلب مخلفا شهداء ومصابين، ومرة أخرى تسود حالة اللامبالاة في العالم تجاه المأساة الرهيبة التي تحدث يوميًا في سوريا.
في المرة الماضية عاقب المجتمع الدولي النظام السوري عبر إجباره على تسليم أداة الجريمة مبتدعًا منطقًا عجيبًا في العدالة الدولية تقوم على إعدام أداة القتل لا القاتل، والآن ينتظر العالم بغير اكتراث الهجمة القادمة للنظام السوري بعد أن اختبر جديتهم من خلال جرعات مخففة تمهيدًا لما هو أعظم.
حالة التراخي التي سادت ردود الأفعال تجاه مجزرة الكيماوي العام المنصرم، هي ما شجعت النظام مرة أخرى على الإقدام على ذات الفعل.
لقد قالها العالم للسوريين مرارًا وتكرارًا، أن ليس لكم إلا أنفسكم، ولكن لم يسبق أن عوملت القضية السورية بهذا المقدار من التهميش والاستهتار كما هو حاصل الآن، فالخبر السوري تراجع دوليًا ليحل محله خبر اختفاء الطائرة الماليزية وترشح السيسي أو أي خبر آخر.
لقد ترك السوريون ليواجهوا الموت منفردين، كما لو أنه تواطؤ دولي لتدمير شعب بأكمله لأنه ارتكب جرم المطالبة بالحرية كما فعلت أمم الأرض من قبله.